قال أبو علي : ترى ، لو كانت تلك الرسالة من الحق تعالى وكان المعتمدان اللذان معها هما إبراهيم وموسى ، هل ترفع عني المطالبة؟ فقال أمير خراسان : إن ذلك أولى.
قال أبو علي : قال الله تعالى : (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى ، أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ، وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى)(١).
فقال الأمير : قبلت ، ولن أعرّض ـ أثناء عهدي ـ أحدا بجرم آخر ، إلا القريب الذي أجاز حكم الشرع مطالبته.
أبو عبد الله محمد بن إسحاق الفقيه البيهقيّ (٢)
ولد ونشأ في قرية أباري (٣).
قال أبو عبد الله هذا : حدثنا علي بن الحسين الهمذاني (٤) ، قال حدثنا نوح بن ميمون ، قال حدثنا أبو عصمة عن الحجاج بن أرطاة ، عن طلحة بن مصرف ، عن كريب مولى ابن عباس أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه : «إن الله جواد يحب الجود ، ويحب معالي الأمور ويبغض سفسافها» (٥).
__________________
(١) سورة النجم ، الآيات ٣٦ ـ ٣٩.
(٢) لم نعثر له على ترجمة في المتوفر من المصادر.
(٣) من قرى بيهق.
(٤) يحتمل أن يكون أبا الفضل علي بن الحسين الفلكي الهمذاني المتوفى سنة ٤٢٧ ه (المنتخب من السياق ، ٤١٤). وفي الأصول : روح بن ميمون ، والتصويب من المصادر ، فهو نوح بن ميمون بن عبد الحميد ، أبو سعيد العجلي المروزيّ المعروف بالمضروب ، هو يحدث عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم الوارد أعلاه (تاريخ مدينة السلام ، ١٥ / ٤٣٦ ؛ الثقات لابن حبان ، ٩ / ٢١١ ؛ تهذيب الكمال ، ٣٠ / ٦١).
(٥) الحديث الشريف في مسند الشهاب ، ٢ / ١٥٠ ؛ المعجم الكبير للطبراني ، ٣ / ١٣١ ؛ المستدرك للحاكم