أبو حامد أحمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم البيهقيّ (١)
كانت أكثر روايات أحاديثه عن السادات ، وأكثر روايات السادات عنه ، ومولده وموطنه غير معروفين ، إلا أنه بيهقي الأصل والفرع.
قال : حدّثنا الجوريّ ، قال حدثنا أبو الوفاء المؤمل بن الحسن بن عيسى (٢) ، حدثنا الفضل بن محمد الشّعرانيّ ، حدثنا هارون بن الفضل الرازي قال : حدثنا جرير ، عن عمرو بن ثابت ، أنه لما مات زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وجدوا على ظهره أثرا ، فسألوا عنه ، فقالوا هذا مما أنه ينقل جرب الطعام بالليل إلى الأرامل واليتامى.
قال مصنف هذا الكتاب : إن ذلك من علائم طلب السعادة الأخروية [١٦٩] ومعرفة رسوم ودقائق العبودية ، والاستفادة من طهارة الأصل ، وآثار مساعيه الناجحة ظاهرة في الدّارين ، ودليل على عدم التقاعس عن إطاعة أوامر الحق تعالى :
هذي المكارم لا قعبان من لبن |
|
شيبا بماء فعادا بعد أبوالا (٣) |
__________________
(١) لم نجده في المصادر التي بين أيدينا ، أما شيخه الجوريّ فنرجح أنه عمر بن أحمد بن محمد بن موسى الجوريّ النّيسابوريّ المتوفى سنة ٤٦٧ ه (طبقات الحنفيّة ، ١ / ٣٨٦).
(٢) المعروف أن الذي يروي عن الفضل الشّعرانيّ هو ابنه أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى في الروايات الواردة عن النّيسابوريّين والبيهقيّين (انظر : المستدرك للحاكم ، ١ / ٤٥٥ ، ٥٥٨ ، ٢ / ١١٧ ، ١٥٦ ، ٢٤٧ ، ٤٤١ ، ٤ / ١١٣ وصفحات أخر ؛ معرفة علوم الحديث للحاكم أيضا ، ٢٢١ ؛ السنن الكبرى للبيهقيّ ، ٢ / ٤٧٩ ، ٣ / ١٩ ، ٧ / ٤٥٥). فالصواب هو : حدّثنا أبو بكر محمد بن المؤمّل قال : حدّثنا أبو الوفاء المؤمّل ... ، وهو ما يتفق مع ما ورد في شعب الإيمان (٣ / ٢٤٥) الذي ورد فيه نص هذا الخبر ، كما ورد في مناقب آل أبي طالب ، ٣ / ٢٩٣ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ٢ / ٣٠٣ ، وفيه : وجد على كتفيه جلب كجلب البعير ؛ حلية الأولياء ، ٣ / ١٣٦ ؛ سير أعلام النبلاء ، ٤ / ٣٩٣.
(٣) في المزهر (١ / ١٤٥) أن الشعر لأبي الصلت بن أبي ربيعة الثّقفيّ.