أبو الحسن علي بن سختويه البيهقيّ (١)
كان من خسروجرد ، ومن أفاضل ومشاهير الشعراء ، وله ديوان شعر يزيد على عشرة آلاف بيت من القصائد والمقطّعات ، ومن شعره :
أقول لنفسي ويك فوزي بدولة |
|
أما أنا في الدنيا من الناس أحسب؟ |
فقالت كلاما ليس يخفى صوابه |
|
يموت هزالا كلّ من ليس يرهب |
فلا الفضل يجدي لا ولا العلم والحجى |
|
ولا الضرب في أرض العدى والتقلّب |
جوابي لها والوجد يلعب بالحشا |
|
عليه ضياء الرأي والعقل ينقب |
دعي عنك أمرا ليس يعرف كنهه |
|
فلن يغلب الإنسان ما ليس يغلب |
وقال أيضا :
لما رأيت العلم ضاع وأهله |
|
والكتب والأشعار والآداب |
والأرذلون قصورهم قد شيّدوا |
|
والأكرمون يردّها الحجّاب |
كبّرت تكبيرا وقلت لصاحبي |
|
عزّ العزاء وجلّت الأوصاب |
وجعلت بيتي كالقراب لمهجتي |
|
إن السيوف تصونها الأقراب |
نعم الجليس دفاتري ومحابري |
|
ومقالمي والليل والمحراب |
هي عالم الدنيا تراب كلّها |
|
فتركتها وعلى التراب تراب |
أبو الطيب محمد بن علي الكاتب البيهقيّ الفاضل المفضل (٢)
كان من قرية كرّاب ، ومن مفاخر بيهق ، بل من مفاخر خراسان ، مدحه أبو
__________________
(١) السنن الكبرى للبيهقي (١ / ٤٩ ، ٢٩٦ ، ٢٩٧ ، ٢ / ٣) وفيه : أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه العدل ؛ تاريخ مدينة دمشق (١٥ / ٤٠٢ ، ١٩ / ١١٠ ، ٢٣ / ٨٩ ، ٢٤ / ٤٧٠ ، ٤٨ / ٣٦٣) وفيه أيضا علي بن محمد بن سختويه الراوي عن الفضل بن محمد بن المسيب الشّعرانيّ المتوفى سنة ٢٨٢ ه.
(٢) لم نعثر له على ترجمة في المصادر المتوفرة ، إلا أن كونه معاصرا للخوارزميّ المتوفى سنة ٣٨٣ ه ولأبي الفتح علي بن محمد البستيّ المتوفى سنة ٤٠٠ ه ، يمكن أن يحدد بشكل تقريبي الزمن الذي عاش فيه.