الفتح البستيّ ، وكتب أبو بكر الخوارزميّ ـ مع جلاله وعظمته ـ باسمه كتابا وقال فيه مديحا. قال أبو الفتح البستيّ بحقه :
معاشر الناس ارعوا ما أبوح به |
|
أسماعكم إنه من خير أقوالي |
[١٧٢] محمد وعلي ثم بعدهما |
|
محمد بن عليّ ركن آمالي |
الإمام الجليل الدّيّن الخيّر أبو الحسن علي بن الحسين بن علي البيهقيّ (١)
كان إمام عصره ، ومدرسا بمدرسة سكة سيّار بنيسابور ، ولد في خسروجرد ، وطار اسمه في الدنيا وسار ، وكان أبوه أيضا إماما زاهدا.
ترجم له أبو حفص المطّوّعيّ (٢) في تصانيفه ، وقال إنه كان من خواص الوزير أبي العباس الإسفرايينيّ (٣) ، فقد كان مربيا لهذا الوزير المقرب لديه. قنع من دنياه بالقوت ، وكان مجتهدا في إحياء العلم والدين ، وهو الذي ارتبط الأستاذ أبا إسحاق
__________________
(١) في المنتخب من السياق (ص ٤١٣) «علي بن الحسين بن علي الموفق ، أبو الحسن البيهقيّ. كاتب من وجوه أصحاب الشافعي. سمع من أبي حفص عمر بن أحمد القرميسيني وتوفي في شوال سنة ٤١٤». ويشار إليه في مؤلفات أبي بكر البيهقيّ بوصفه «صاحب المدرسة بنيسابور» كما في السنن الكبرى (٧ / ٢٥٧) وشعب الإيمان (٤ / ٩٧) وكتاب الزهد الكبير (٢ / ١٠٣).
(٢) عمر بن علي الشافعي صاحب كتاب المذهب في ذكر شيوخ المذهب الذي ينقل منه مؤلفنا ونقل منه أيضا السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (انظر : فهرس الكتاب ص ٥٣٦).
(٣) الفضل بن أحمد بن محمد الإسفرايينيّ : استوزره السلطان محمود الغزنويّ سنة ٣٩٩ ه ، ثم عزله عن عمله وسجنه وطالبه بأموال وعذّبه ليعترف بجميع ما لديه من أموال وممتلكات ، فدلّ عليها لكنه مات تحت التعذيب (مجمل فصيحي ، ٢ / ٨٣ ، ١١٤ ـ ١١٥ ؛ انظر معلومات إضافية عن السبب المباشر لسوء العلاقة بينه وبين السلطان محمود في آثار الوزراء ، ١٥٠ ؛ دستور الوزراء ، ١٣٨ ؛ تاريخ كزيده ، ٣٩٦ ؛ نسائم الأسحار ، ٤٠ ؛ مقدمتنا لكتاب الجماهر ، ص ٣٨ ـ ٣٩).