توفي الشيخ أبو الفضل محمد بن الحسين البيهقيّ الكاتب في صفر سنة سبعين وأربع مئة.
الشيخ أبو المظفر عبد الجبار بن الحسن الجمحيّ البيهقيّ (١)
كان من أمراء بيهق ، ومولده في قصبة سبزوار ، وكان له في مجالس السلاطين والملوك نصيبه التام ، من الاحترام والإنعام. وكان من ذوي اللسانين (٢) ، وقد ذكره الشيخ أبو منصور الثّعالبيّ وقال فيه : فتى كثير المحاسن مليح الشعر ، يعيش في ظل الكفاية ، يخدم السلطان ويعاشر الإخوان.
وقال الشيخ الرئيس علي بن الحسن الباخرزيّ : نزل بناحيتنا وهو على البريد بخراسان عند اجتياز السلطان أبي سعيد مسعود بن محمود ، ومدحه والدي بقصيدة رويتها بين يديه تقربا إليه.
وكان له أهاج كثيرة بالعربيّة والفارسيّة بحق عميد خراسان سوري بن المعتز (٣) ، منها :
كأن الله من غضب وسخط |
|
يقول لأرض نيسابور بوري |
بقحط والجدوبة والمنايا |
|
وكل هيّن في ظلم سوري |
وقال أيضا :
__________________
(١) هو المتولي لبريد نيسابور في بلاط مسعود الغزنويّ كما قال أبو الفضل البيهقيّ في تاريخه (ص ٥٩٤ ، انظر أيضا : ٦٠٠ ، ٦٠٤ ، ٦٠٥ ، ٦٦٦ ، ٦٧٧ لمعرفة دوره في كتابة التقارير للسلطان خلال الاضطرابات) ، ترجم له الثّعالبيّ في تتمة اليتيمة (٥ / ٢٨٦) وأورد مقاطيع من شعره ، انظر أيضا : دمية القصر ، ٢ / ١١١٥.
(٢) هم الأدباء الذين يؤلفون آثارهم بالفارسيّة والعربيّة ، وسيخصص لهم المؤلف فصلا فيما بعد.
(٣) أبو الفضل سوري بن المعتز تولى حكم نيسابور سنة ٤٢٥ ه من قبل الغزنويّين (معجم الأنساب والأسرات الحاكمة ، ٨٠ ، انظر أيضا : أخبار الدولة السّلجوقيّة ، ٥ ـ ٧).