قد قلت حين سئلت ما |
|
فعل المشيب إذا نزل |
جلّت إساءته إليّ |
|
عن السؤال فلا تسل |
لكن أريد بقاءه |
|
وأجلّه مع ما فعل |
فالشيب لي بدل الشباب |
|
وليس من شيبي بدل |
وقوله :
أفض الدمع أبا |
|
يعلى على فقد شبابك |
أيها العيش النضير |
|
الغضّ من لي بإيابك |
أيها الشيب ترفّق |
|
وتلبّث في نصابك |
لا ترعني بذهابي |
|
فذهابي بذهابك |
وقد نظم هذا الدوبيت (١) الفارسيّ بالعربيّة :
أنا من نديم السوء صرت مقيدا |
|
وغدوت وعظا للأنام جميعا |
سلّيت يا ملك الورى قلبي بأن |
|
ذلّي وعزّك يمضيان سريعا |
وله أيضا :
صن العرض بالمال لا المال به |
|
نصحتك فاعمل به وانتبه |
ترى ماء وجه الفتى ذاهبا |
|
إذا صرف المال عن مذهبه |
أبو محمد إسماعيل بن محمد بن جعفر الحنيفيّ (٢)
ولد ونشأ في قرية دويين ، وكان رجلا فقيها ووجيها ونبيها ، وهو خال الحاكم أبي
__________________
(١) الدوبيت من فنون الشعر الفارسيّ ، ويتضمن بيتين يحتويان مضمونا واحدا.
(٢) هو نجل محمد بن جعفر بن الحسين ، أبي حامد الحنيفيّ الذي مرّ التعريف به فيما مضى.