قرية فريومد ، وسمع من هذا السيد الأحاديث ، ومن مسموعات هذا السيد ، ما روي من أن السيد أبا منصور قد روى ـ وكنا قد ذكرنا ذلك من قبل ـ عن رسول الله صلى الله عليه أنه قال : «من سمع منا حديثا فليبلغه كما سمعه ، فإنه ربّ مبلغ أوعى من سامع» (١).
روي أن ابنه السيد الأجل فخر الدين أبا القاسم علي ، لمّا خرج من القرار المكين إلى عالم التكوين كان هو آنذاك بقرية فيروز آباد ، مغادرا العراق إلى أصفهان ، وقد بلغ عمره معترك المنايا ، فلما بلغته البشارة بذلك المولود ، أطرق ساعة مفكرا ، ثم انهمرت الدموع على وجهه وقال : بالأمس كنت بحاجة إلى الولد ، إلا أن الحق تعالى لم يقدّر ذلك ، وغدا سيكون هذا الطفل بحاجة إلى الأب ، حيث لن أكون موجودا ، والفأل على ما جرى.
وقد ودع الدنيا في هذا السفر بأصفهان ، وانتقل إلى رحمة الحق تعالى في شهور سنة سبع وأربعين وأربع مئة.
أما ابنه فخر الدين أبو القاسم اليتيم هذا ، فقد أنبته الله نباتا حسنا ، حتى ضرب به المثل في العراق وخراسان والعرب والعجم في الزهد والحسب والنسب والسخاء ، وآثاره في طريق مكة ظاهرة ، وقد كتبت مفاخره بأقلام الدوام ، على صحائف الأيام.
توفي السيد الأجل فخر الدين أبو القاسم بقرية فريومد ، يوم الخميس الرابع من ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة (٢).
__________________
(١) مسند أحمد ، ٥ / ٣٩ ، ٧٣ مع اختلاف يسير في الألفاظ ؛ صحيح البخاريّ ، ١ / ٢٤ ، ٨ / ٩١ ؛ السنن الكبرى ، ٨ / ٢٠ ؛ مسند أبي يعلى ، ٩ / ١٩٨ ؛ الكفاية في علم الرواية ، ١٧٢ ؛ الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ، ٢ / ٣٠٠ ، ومصادر أخر.
(٢) مجمع الآداب (٣ / ٨٠) ، وهو علي بن زيد ، فخر الدين أبو القاسم العلوي الفريومديّ النقيب.