معاني القرآن ، وهو تلميذ الإمام أبي سهل الصّعلوكيّ (١) ، واتصل بخدمته سنة ستين وثلاث مئة.
روى الشيخ الزاهد الحسين الكرّابيّ ، أن قافلة للحجاج وصلت من بلاد ما وراء النهر إلى خسروجرد.
وكان إمام بخارى قد رأى في المنام أن المصطفى صلوات الله عليه قال له : إن أردت أن يقبل الحق تعالى حجك [١٨٩] ويجعل سعيك مشكورا ، فاقطع هذه الفراسخ الثلاثة الموصلة إلى مقبرة ذلك الأديب الكرّابيّ وزره ، فعرض ما رأى في المنام على من معه ، فهبّ كل من كان في القافلة لزيارة ذلك القبر ، وقد ظلت القوافل القادمة من ما وراء النهر ، الذاهبة لزيارة الكعبة ، تجتاز على قرية كرّاب وتتقرب إلى الحق تعالى بزيارة ذلك القبر ، وقد حكم بهذا الواجب تلك الرؤيا الصالحة.
قال أبو عبد الله محمد بن منصور البيهقيّ الكرّابيّ : حدثنا أبو نعيم المهرجانيّ (٢) قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشّرقيّ (٣) ، قال : حدثنا عبد الله بن هاشم ، قال ، حدثنا يحيى عن ابن جريج عن رجاله ، أن النبي صلى الله عليه قال : «إن أبغض الرجال إلى الله تعالى الألدّ الخصم» (٤).
__________________
(١) هو أبو سهل محمد بن سليمان الصّعلوكيّ (٢٩٦ ـ ٣٦٩ ه).
(٢) هو أبو نعيم عبد الملك بن الحسن المهرجانيّ كما في تاريخ مدينة دمشق (٢١ / ٢٩٩).
(٣) في الأصول : عبد الله بن الحسن الشّرقيّ ، والتصويب من الأنساب (٣ / ٤١٩) وفيه : أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشّرقيّ النّيسابوريّ (٢٣٦ ـ ٣٢٨ ه).
(٤) صحيح البخاريّ ، ٢ / ٨٦٨ ، ٤ / ١٦٤٤ ، ٦ / ٢٦٢٨ ؛ صحيح مسلم ، ٤ / ٢٠٥٤ ؛ سنن الترمذي ، ٥ / ٢١٤ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ٣ / ٤٨٣ ، ٦ / ٣٠١ ؛ مسند أحمد ، ٦ / ٥٥ ، ٦٣ ، ٢٠٥ ؛ شعب الإيمان ، ٦ / ٣٤٠ ؛ شرح النووي على صحيح مسلم ، ١٦ / ٢١٩.