الزّياديّ البيهقيّ (١)
كان يقال له خواجكك الزّياديّ ، ومن أكابر الزّياديّين وأفاضل ناحية بيهق ، وخوطب من ديوان المحموديين ب «الشيخ العالم» ، ورأيت مثالا كتب له من ديوان السلطان طغرل السّلجوقيّ : «مع وافر الاحترام ، الشيخ الرئيس العالم». له نظم ونثر وتصانيف كثيرة ، ومن تصانيفه كتاب شرف المكلف ، كما كانت له مقامات على نمط مقامات بديع الزمان الهمذانيّ ، وروزنامجه كتبها نظما ونثرا وهي في غاية الفصاحة. والعقب منه : علي ، والحسين.
وشعر الحسين كثير ، والقليل منه في أيدي الخراسانيين ، لأن حسينا هذا قد انتقل إلى رحمة الله ببغداد ، ومن منظومه :
شعر أتى فحكى الروض المجود وقد |
|
هبّت عليه الصّبا غنّاجة سحرا |
لله أنت وطبع قد ملكت به |
|
قياد كلّ مقال أعجز البشرا |
بقيت للفضل ركنا لا انحلال له |
|
ما كابد المدنفون الهمّ والسّهرا |
وأما علي ، فقد كان معمرا وسافر كثيرا ، وصل في آخر عمره إلى القصبة ، وهناك توفي في شهور سنة ثلاث عشر وخمس مئة ، والعقب منه ببيهق : مقبل الملك خواجكك أبو عبد الله أحمد ، ومحمد بهراة ، ولمحمد بهراة عقب.
والعقب من مقبل الملك خواجكك أحمد بن علي بن خواجكك الزّياديّ : الشيخ الحسين المعتوه ـ وله مع عتهه خط كجناح الطاووس ـ وحيدر.
__________________
(١) إن كونه معاصرا للسلاطين الغزنويّين وطغرل السّلجوقيّ (حكم من ٤٢٩ ـ ٤٥٥ ه) لما يعين على معرفة الفترة التي عاش فيها. ولقبه «خواجكك» تصغير «خواجه» وتعني الكلمة «شيخ» فخواجكك تعني الشويخ. أما حفيده مقبل الملك أحمد الذي سيأتي بعد أسطر فقد ترجم له ابن الفوطي (٥ / ٤٥٠) ، ونص على أنه نقل ترجمته من تاريخ بيهق حيث ورد فيها : «كان صدرا كاتبا حاسبا ، وكان مستوفي الممالك في أيام السلطان سنجر». ولكننا لا نجد هذا الكلام هنا عند ذكر مقبل الملك أعلاه.