عرضت على إمام الحرمين (١) وهي مرسلة من بيهق ، كان لا يكتب جوابها ويقول : في فتواه غنية عن فتوى من سواه.
قال والدي الإمام أبو القاسم : عندما عدت من بخارى حصل بيننا اجتماع دارت فيه مسألة قسمة الغنائم في دار الحرب ، وجرى الخوض فيها ، وكان الإمام أحمد قد سمع بطريقة القاضي أبي زيد ، فأعجب بطريقته وبياني ، وأظهر الثناء.
وكان للإمام أحمد هذا اختلاف إلى الأمير أبي الفضل الميكالي (٢).
من الأسانيد العالية للإمام أحمد هذا : قال الإمام أبو حامد أحمد بن أبي الحسن علي البيهقيّ ، حدثنا أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغداديّ ، قال : حدثنا أبو سهل بشر بن أحمد الإسفرايينيّ ، قال : حدثنا أبو محمد الهيثم بن خلف الدّوريّ ، قال : حدثنا الأعرج أبو إبراهيم إسماعيل بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا خالد بن زيد ، عن الحسن ، قال سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلى الله عليه : «ما من امرأة تخرج بغير إذن زوجها من بيتها ، إلّا لعنتها الملائكة حتى تعود إلى بيتها» (٣).
وقد روى هذا الإمام ، هذه الأبيات عن الأمير أبي الفضل ، الذي كان قد نظم فيها
__________________
(١) هو أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف إمام الحرمين (٤١٩ ـ ٤٧٨ ه) ، جاور بمكة أربع سنين ثم عاد إلى نيسابور فبنى له الوزير نظام الملك المدرسة النظامية ، توفي بنيسابور (الأعلام ، ٤ / ١٥٩) وهو نجل المذكور في الهامش السابق.
(٢) هو أبو الفضل عبيد الله بن أحمد الأمير الأديب ، عقد له مجلس الإملاء في رجب ٤٢٢ واستمر ذلك إلى حين وفاته في ٤٣٦ ه (الأنساب ، ٥ / ٤٣٢).
(٣) إسبال الكساء ، ٣٨ ؛ مجمع الزوائد (٢ / ٣٥) ، وفيه : «ما من امرأة تخرج في شهرة من الطيب فينظر الرجال إليها إلّا لم تزل في سخط الله حتى ترجع إلى بيتها» وعلق الهيثمي على ذلك أن في سند الحديث موسى بن عبيدة وهو ضعيف. والحديث بنصه الوارد في مجمع الزوائد موجود في الآحاد والمثاني (٦ / ٢١٠) وفي المعجم الكبير للطبراني (٢٥ / ٣٩) وفي كنز العمال (١٦ / ٣٨٧).