قول الحكماء : أرباب الدنيا كأمثال الغذاء والدواء والداء ، إذ قال الأمير أبو الفضل الميكالي رحمهالله :
[٢٠٨] طبقات الإخوان فينا ثلاث |
|
نبتلي ودّهم على العلّات |
فأخ كالغذاء لا بدّ منه |
|
كلّ وقت مثل اللبيب المواتي |
فاتّخذه للدين ثم لدنيا |
|
ك تفز منهما بحسن النجاة |
وأخ كالدواء يسقى لدى |
|
الحاجة مثل الصديق في النائبات |
وأخ ثالث كداء عياء |
|
وهو الأحمق القليل الثبات |
فاجتنبه وارغب بنفسك عنه |
|
إنه لا يسوغ في اللهوات |
والعقب منه : القاضي الإمام موفق الدين الحسين (١) ، والحاكم علي ، وكان القاضي الإمام الحسين هذا فريد عصره في الفضل والإفضال ، وله اتصال بوالدي من طريق الأم ، ويقال لبيته بيت الضيافة ، حيث إن المروءة التي كانت في بيته ذلك العصر ، لم يكن مثلها في أي بيت آخر من بيوت العلماء والأئمة (٢).
توفي القاضي الإمام موفق الدين الحسين بن الإمام أحمد بن علي المفتي البيهقيّ ، في يوم السبت الثاني عشر من رمضان سنة ست وثلاثين وخمس مئة ، وكان مأتمه
__________________
(١) التحبير ، ١ / ٢٢٢ ـ ٢٢٥ ؛ منتخب معجم شيوخ السمعاني ، ٨٦ أ ، وفيهما : أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي بن الحسن بن فطيمة البيهقيّ من أهل خسروجرد وهو قاضيها ، ولادته قبل ٤٥٠ ه ووفاته في ١٣ رمضان ٥٣٦ ؛ طبقات الشافعية الكبرى ، ٧ / ٧٣ ؛ معجم شيوخ ابن عساكر ، ١ / ٢٧٠ ؛ كتاب الأربعين لابن عساكر ، ١٠٦ ؛ تاريخ الإسلام ، ٤٢٠ (حوادث ٥٢١ ـ ٥٣٠ ه) ، وفيه أنه توفي سنة ٤٢٣ ه ؛ معجم البلدان ، ١ / ٨٠٥ ؛ سير أعلام النبلاء ، ٢٠ / ٥٨ ، ٦٠ ؛ طبقات الفقهاء الشافعيين ، ٢ / ٥٩٥ ، وفيه وفاته في ١٣ رمضان ٥٣٦ ؛ تذكرة الحفاظ ، ١ / ٢٧٨.
(٢) عن سخاء هذا القاضي وكرم ضيافته وحسن خلقه تحدث السمعاني في التحبير ، ١ / ٢٢٢ ـ ٢٢٥ وفي منتخب معجمه ، ٨٦ أ ، بشكل واف.