توقّل طود المجد مذ كان يافعا |
|
بعرض زكيّ طيّب الأصل والنّجر |
أتيتك يا بدر الزمان وصدره |
|
بعذراء من غرّ القصائد والشعر |
إذا أنشدت في مجمع طار في الورى |
|
وسار بها الركبان في البلد الفقر |
تضوّع منها طيب لفظ كأنه |
|
تضوّع مسك فائق العرف والقطر |
وتوفي في رمضان سنة تسع عشرة وخمس مئة ، قال الإمام علي بن أبي صالح (١) في رثائه :
صبرا جميلا يا بني منصور |
|
فلقد رأيتم يوم نفخ الصّور |
بكسوف شمس المجد في رأد الضحى |
|
من بعد تعميم الورى بالنور |
من للفتوّة والمروءة والقرى |
|
من للنّدى والبذل للميسور |
يا آل منصور عليكم لم يعد |
|
عيد الصيام ببهجة وسرور |
ابنه الأوسط الرئيس العالم المحدث الحاجي محمد بن منصور (٢)
كان كبيرا ، ووحيدا في الفضل والمروءة والعفة ، نظم الأفاضل فيه المدائح الكثيرة التي لم يكونوا في أغلبها بحاجة إلى أن يستغفروا لأنفسهم. قال أقضى قضاة بغداد زين الإسلام أبو سعد محمد [بن نصر](٣) بن منصور في حقه مجيبا :
__________________
(١) الخواريّ مؤلف تاريخ بيهق الذي هو أحد مصادر مؤلفنا.
(٢) في الأصول : الحاجي بن محمد بن منصور ، والصواب ما أثبتناه ، فقد ترجم له المؤلف خلال حديثه عن أسرة نظام الملك في أول الكتاب وقال إنه بدر الدين محمد وإنه مات في طريق الحج سنة ٥٢٣ ه ودفن ببغداد في مقابر قريش. وواضح أن كلمة (الحاجي) قد قليت لكونه ذاهبا للحج وإن لم يتمكن من أدائه ، وهي ليست اسمه. ترجم له في مجمل فصيحي (٢ / ٢٢٦) وفيه : بدر الرؤساء.
(٣) إضافة ليكمل بها اسم هذا الشاعر ، وهو أبو سعد محمد بن نصر بن منصور الهرويّ البشكاني.