كانت سبزوار في زمن ما عامرة أكثر من القلعة ، يقول عبد الله بن فارس (١) : لم أر في جامع القلعة بنيسابور يوم الجمعة أكثر من بضعة وسبعين مصليا ، فما كان الناس هناك كثيرين ، وقد بنى أمير خراسان يزيد بن المهلب آنذاك منارة للجامع ، وأجلس عكرمة مولى ابن عباس وشهر بن حوشب للفتوى هناك ، وكان شهر بن حوشب هذا يقيم مدة في القلعة وأخرى في بيهق. وليس عجيبا أن يظهر المشاهير من الرساتيق والنواحي فالأميران أبو طلحة شركب (٢) ، وإبراهيم بن شركب كانا من قرية إسفند وقد ملكا.
وكان القائد ساوتكين من خاكستر (٣).
وأبو قابوس (٤) ملك الشام والروم من قرية سلومة من ناحية خواف.
وسكن إمام العصر سفيان الثّوريّ مدة في قصبة بيشك من كورة رخ ، واستقر هناك وعنه روى المحميّون الحديث حينما كان مقيما ببيشك. وفي ناحية بست وقعت الحرب بين منوجهر وأفراسياب (٥) ، وكان كلا الملكين مقيما هناك قبل ذلك.
__________________
(١) أبو ظهير عبد الله بن فارس بن محمد بن علي البلخيّ ، شيخ من أهل بلخ توفي سنة ٣٤٦ ه (لسان الميزان ، ٣ / ٣٢٥ ؛ تاريخ نيسابور ، ١٦٥).
(٢) في حوادث ٢٥٩ ه من تاريخ الطّبريّ «فيها غلب شركب الجمال على مرو وناحيتها وأنهبها» (٨ / ١١ ؛ انظر أيضا : البداية والنهاية ، ١١ / ٦٢ ، حيث ورد ذكره ضمن حوادث ٢٧٤ ه في الحرب التي نشبت بين أبي أحمد الموفق وبين عمرو بن الليث وكان أبو طلحة مقدم جيش الليث).
(٣) ويكتب سوتكين أيضا ، وهو عماد الدولة الذي يشار إلى مولده في قرية خاكستر : أحد القادة العسكريّين للسلطان ألب ارسلان بن داود وابنه ملك شاه ، توجد أخبار نشاطاته العسكريّة في أخبار الدولة السّلجوقيّة وكان أحدها في بلخ سنة ٤٦٧ ه عندما بعثه ملك شاه لقمع تمرد عسكري حدث هناك (انظر الصفحات ٣٠ ـ ٣١ ، ٦١ ، ٦٣).
(٤) في حوادث ٢٨٨ ه من تاريخ ابن خلدون (٤ / ٣٢٨) ورد ذكره بوصفة قائدا لقوات الأمير طاهر بن محمد بن عمرو.
(٥) من أبطال الملاحم في التاريخ الأسطوري لإيران.