ووجد لديه حظا من الاحترام والقبول ، ثم إنّ سبطه من قبل بنته أبا سعيد الدّاري ، وهو عبد الله بن أحمد بن الحسين الدّاري ، قد خاض بعد ذلك في غمرات الجنايات والأعمال الذميمة ، واجتمع حوله الغوغاء ، وقد قتله الشيخ الأمير علي بن حيدر ـ أحد مشايخ الناحية ـ في يوم السبت الثاني عشر من ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة ، وكان سكران حيران ، المريخ ذلك اليوم في الثور ، بحسب درجة طالع بيهق.
واقعة : عند ما ذهب السلطان طغرل لحرب أخيه من أمه ، إبراهيم بن ينال (١) ، اجتاز بالقصبة.
وإلى الوقت الذي ظلت فيه دار الملك بأصفهان ، كان السلطان ملك شاه يمر بالقصبة ، ويذهب إلى القلعة ويضع عليها العرّادة ويرمي بالأحجار منها.
وكان السلطان ألب أرسلان قد اجتاز بالناحية لدى ذهابه لغزو الروم ، إلا أن السلطان سنجر رحمهالله لم يمرّ بهذه الناحية أكثر من مرتين ، كانت الأولى عند ما عاد من بغداد وقد عين ملكا ، والأخرى ، عند ما ذهب لمصاف قراجه الساقي (٢).
واقعة : حدوث خصومة في قرية رزقن من ربع القصبة ، بين خدم السيد جلال الدين محمد ، وعز الدين أبي نعيم (٣) وغلمان أبيه شهاب الدين ، في يوم الأحد ، الثاني
__________________
(١) إبراهيم بن ينال هو الملك إبراهيم بن ميكائيل السّلجوقيّ ، خرج على أخيه طغرل بك وتوجه بجيشه إلى الري فحارب أخاه ثم تفرق عنه جيشه وأخذه أخوه طغرل أسيرا وخنقه بوتر سنة ٤٥١ ه (أخبار الدولة السّلجوقيّة ، ١٩ ـ ٢٠ ؛ بغية الطلب ، ٣ / ١٣٥١ ؛ سير أعلام النبلاء ، ١٨ / ١١٢).
(٢) تمكن سنجر من إلحاق الهزيمة بقراجه الساقي وأسره وقتله في الحرب التي وقعت بينهما في آذربايجان سنة ٥٢٦ ه (أخبار الدولة السّلجوقيّة ، ١٠١).
(٣) جلال الدين محمد من السادة العلوية وقد مرّ به التعريف فيما مضى ، أمّا عز الدين فهو أبو نعيم عبد الله بن محمد بن مسعود المختار ، وعرف به أيضا.