إنّما الدنيا بلاء |
|
ليس للدنيا ثبوت (١) |
إنما الدنيا كبيت |
|
نسجته العنكبوت |
الثالث : سريعة الزوال والفناء ، (حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً)(٢).
وما دنياك إلّا مثل فيء |
|
أظلّك ثم آذن بالزوال (٣) |
الرابع : جوهرها خسيس ، فالديباج لعاب الدود ، والعسل لعاب النحل ، والدر جنين الأصداف ، والمسك من نافجة الغزال ، والفضة والذهب من الحجر ، والفاكهة من الخشب ، وما كان خسيس الجوهر ، فالتعب به ضائع :
وفي الأصل غشّ والفروع توابع |
|
وكيف وفاء النّجل والأب غادر |
الخامس : عاقبة كل شيء إلى الفساد ، والفساد من العفونة فكل ما تدخره يؤول في النهاية إلى العفونة والفساد :
وإنّ صلاح الدهر قد صار كلّه |
|
فسادا وما في ذاك شكّ ولا ريب |
السادس : تجاري الظالمين وعديمي الدراية أكثر من مجاراتها لأهل الفضل ، فبينما يكون لدى النصراني الرومي مائة ألف دينار ، يشقى المسلم بقوت يومه (قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا)(٤) :
__________________
(١) لأبي العتاهية كما في شرح نهج البلاغة ، ١٩ / ٢٩١ ؛ وهو بلا عزو في البدء والتاريخ ، ٢ / ٦٣.
(٢) سورة الأنعام ، الآية ٤٤.
(٣) ورد في مخطوطة برلين بعد هذا البيت ، بيتان غامضان هما :
كرام الناس في ظلمات عسر |
|
ومعدن منها صوم المسار (كذا) |
كأيمان عليها عقد عزّ |
|
ومجموع الألوف من العيار |
(٤) سورة مريم ، الآية ٧٥.