وأخو الدراية والنباهة متعب |
|
والعيش عيش الجاهل المجهول |
السابع : إن وافقت الهوى ذهبت بماء وجهك ، وإن خالفت العقل أتتك بالوجاهة والنباهة في الدّارين :
الضبّ والحوت قد يرجى اجتماعهما |
|
وليس يرجى اجتماع العلم والمال (١) |
الثامن : بنفس المقدار الذي تزداد فيه اقترابا منها ، تبتعد عن رضا الحق تعالى ونعيم الآخرة ، (وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ)(٢)(أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا)(٣).
[٢٩٢] أيا طالب الأموال أقصر فإنما |
|
بأخذك منها حظ عقباك يبطل |
التاسع : مهما جمعت منها فلن تشبع ولن يكون معك مقدار ذرة منها في سفر الآخرة ، تؤخذ عنك الدنيا وتسأل يوم القيامة عنها وتعاقب عليها ، قال عليهالسلام : «منهومان لا يشبعان : طالب علم وطالب دنيا» (٤) والحرص على الدنيا داء لا دواء له :
__________________
(١) في يتيمة الدهر (٢ / ٣٤٥) عزي لأبي إسحاق إبراهيم بن هلال الصابي قوله :
الضبّ والنون قد يرجى اجتماعهما |
|
وليس يرجى اجتماع اللبّ والذّهب |
وفي غرر الأمثال (٩٠ أ): «الضبّ بريّ والحوت بحريّ ، وهما لا يأتلفان».
(٢) سورة الشورى ، الآية ٢٠.
(٣) سورة الأحقاف ، الآية ٢٠.
(٤) ورد هذا الكلام في نهج البلاغة ، ٤ / ١٠٥ ، وأورده ابن أبي الحديد في شرحه ٢٠ / ١٧٤ ، وعقب بقوله : «وهذه الكلمة مروية عن النبي (ص)». قلت ورد كلام النبي (ص) هذا في مصادر جمة منها : المستدرك للحاكم ، ١ / ٩١ ؛ المصنف لعبد الرزاق ، ١ / ٢٥٦ ؛ كتاب العلم لأبي خيثمة النسائي ، ٣٣ ؛ مسند الشهاب ، ١ / ٢١١ ؛ الجامع الصغير ، ٢ / ٦٥٧ ؛ النهاية في غريب الحديث ، ٣ / ٢٤٣ ؛ مجمع الزوائد ، ١ / ١٣٥. والحقيقة هي أن الإمام عليا رواه عن النبي (ص) كما في الكافي ، ١ / ٤٦ وكتاب سليم بن قيس ، ٢٦٠.