[٦] تدافعني الأيام عمّا أرومه |
|
كما دفع الدّين الغريم المماطل (١) |
* * *
وأخو الدراية والنباهة متعب |
|
والعيش عيش الجاهل المجهول (٢) |
يرى بأن شكره للمواهب الإلهية منوط بما يستحصل من العلوم بنشرها وتدوينها وتصنيفها ، وأن لا يدع للعتاب والملامة إليه سبيلا :
كل امرئ أسدى إليك صنيعة |
|
من علمه فكأنّها من ماله (٣) |
ومن اللائق بعد كل تلك الأيام والأعوام المتتالية ، مفرقة الأحباب ، ما حقة صفات المعروف والكرم والعلوم والآداب ، أن تبسّم فم المرام ، وراجت بضاعة العلم بعد كسادها ، وظهر الطمع في فتح باب العلوم بمفاتيح الهمّة القعساء :
كل نهر فيه ماء قد جرى |
|
فإليه الماء يوما سيعود |
وهذا المصنّف هو دال على الخير والعلم ، لأنه بتحمل السابقين للصعاب ، بلغ اللاحقون المرتبة العليا :
فلولا الشمس ما لمع الثّريّا |
|
ولو لا الأصل ما زكت الفروع |
ولهذا السبب ثبتت أفضال المتقدم على المتأخر :
فلو قبل مبكاها بكيت صبابة |
|
إذا لشفيت النفس قبل التندّم |
ولكن بكت قبلي فهيّج لي البكا |
|
بكاها ، فقلت : الفضل للمتقدم (٤) |
__________________
(١) لأبي فراس الحمداني كا في يتيمة الدهر (١ / ٦٥).
(٢) لم نجد قائله.
(٣) في الأصول : فكأنه. والبيت لأبي تمام وهو في ديوانه (٢ / ٢٩) :
وإذا امرؤ أسدى إليك صنيعة |
|
من جاهه ............. |
(٥) في المزهر (١ /. ٦٥) أنهما لتميم بن مقبل.