أشكال قلعة المدينة :
كانت مولوية (١) المدينة حسب القانون القديم مولوية «قضاء» مخصصاتها خمسمائة آقچه ، ولكن لبعدها ، وعدم خصوبة أرضها ، فقد أصابها الإهمال ، حتى كان عهد السلطان محمد الرابع ، فأصدر قانونا نص فيه على ما يلى :
«إنه بدون قضاء مكة والمدينة فلن يكون هناك قاض لإستانبول» وبذلك إرتبطت مكة والمدينة فى بادئ الأمر بقاضى ، أو ، مولوية إستانبول :
آهالى المدينة يتصفون بالحلم ، ولين الجانب ، والمسالمة. ولقد تم تخصيص ألف قطعة ذهبية لكل من ، شيخ الإسلام ، ومشايخ الحرم ، والمعلمين ، من الصرة. كما خصص لكل طائفة ، مائتين أروب قمح ، من الظهيرة ، التى كانت تأتى من مصر.
يسيطر شيخ الحرم على الأمن فى المنطقة بالجند الذين تحت إمرته ، والذين يبلغ
__________________
(١) مولوية المدينة : قضاء المدينة ـ «مولويت» مصطلح علمى يطلق على الطرق العلمية المتعلقة بالقضاء. وكانت المولوية هى طريق كبار المدرسين .. وتم الأخذ بهذا النظام بعد عهد السلطان سليمان القانونى ، فقد كانت المراتب ، والدرجات العلمية مختلفة قبل عهده .. وقد وجد أنه من الضرورى إحداث تغييرات فى الدرجات العلمية وخاصة لسد احتياجات الكليات التى أنشأها. وإن كانت الأوقاف ، «وقانون نامه» ، السلطان محمد الفاتح تبين أن المولوية كانت موجودة كدرجة علمية ، يرقى صاحبها لشغل القضاء.
كانت رتبة أو درجة المولوية تمنح لكبار المدرسين وظل هذا الأمر معمول به بعد عهد سليمان القانونى ، وكان من ينال هذه الدرجة العلمية يتوجه إلي حيث المكان المحدد له ، ويتولى القضاء فيه.
ولكن هذه الرتبة العلمية أصابها الفساد بسبب النظام الذى وضعه شيخ الإسلام [فيض الله أفندى] فى عهد السلطان مصطفى الثانى ، والذى كان يجيز توجيه هذه الدرجة العلمية إلى الأصلاء ـ «زاده. كانه».
كانت المولوية فى حينها خدمة تنفيذية ، بمعنى على من يتولدها التوجه إلي حيث مكانها ، ويبدأ فى ممارسة مهامها على الفور ، ورويدا .. رويدا بدأ فى الاستغناء عن هذا النظام ، وأن يتولى النواب القيام بهذه المهام.
كانت المولوية ثلاث درجات ؛ أ ـ مولويات المخرج. ب ـ مولويات البلاد الخمس. ج ـ مولوية الحرمين الشريفين ؛ وكان يطلق على مولوية المخرج ، مولوية البلاد العشرة أيضا ؛ وكانت هذه البلاد هى ؛ ازمير ، سلانيك بنى شهير ، فنر ، خانيا ، القدس الشريف ، حلب ، طرابزون ، صوفيا ، غلطه ، أبوب وملحقاتها.
أما مولوية البلاد الخمسة ؛ مصر ، الشام ، بورصة أدرنه ، فليبه ، أما مولوية الحرمين ، فكانت عبارة عن قضاء مكة والمدينة.
وكانت مولويات المخرج يعين فيها كبار المدرسين ، وهناك صلاحية ترقية عشرة أفراد سنويا لهذه الدرجة .. وبعد أن ينال مرتباتها ومخصصاتها ، ويظل بها المدةالمعتادة. يبدأ فى ممارسة مهام مولوية البلاد الخمس لمدة بدون مقابل ، ويكون ملازما للقاضى بها قاضيا وبعد اتمام المدة المقررة يصبح مولويا فى إحدى المولويات الخمس. وبعد قضاء مدته بها ، يعمل ملازما بدون مقابل لفترة ما لقاضى مولوية الحرمين ، وبعدها يصبح قاضيا فى مولوية الحرمين ، وأحيانا ؛ كان يتم الفصل بين مولوية المدينة ، ومولوية مكة.
كانت المدة المعتادة فى كل مولوية هى مدة سنة واحدة. «المترجم»