التى تم فتحها حديثا ، ويقوم ـ فى حضور شيخ الحرم وملّا المدينة. بتوزيع هذه الحصص على أصحابها نهارا ، وليلا تحت أضواء المشاعل وطبقا للدفاتر السلطانية.
__________________
حتى تحط رحالها عند جسر (لجون) الواقع فى الطرف الغربى للمرحلة السابقة.
ثم تصل القوافل إلي قرية (الكرك والشوبك) الواقعتين فى الشمال الشرقى للمنزل السابق ، وعندما تصل قافلة الحجيج إلى الحسا كانت ترسل مؤنها من هذه القرى.
وعلى الرغم من أن قرية الشوبك هذه تقع بين الجبال ، إلا أنها تتمتع بالمياه المتدفقة ، ومراعيها الخضراء الكثيرة. وفوق الجبل الواقع فى الطرف الغربى ، يوجد نزل ونبع ماء ، وبالقرب من هذا النزل يوجد جسر صغير.
أما الكرك فهى مركز ملحق بسنجق الشام ، ومرتبطة بالدوائر الحكومية الموجودة فى (نابلس) ، وأراضيها خصبة وذات محاصيل وفيرة. إلا أن سكانها من قبائل البدو ، وعشائرهم لا يعرفون شيئا عن المدينة الحديثة. وتعداد سكانها حوالى ثمانية آلاف ستة منهم أو يزيد على الدين الإسلامى ، أما البقية الباقية فهى على الدين المسيحى.
والقوافل التى تغادر الحسا تصل إلي (ظهر عنيزة) ، ثم تصل بعد ذلك إلى قلعة معان.
وإذا كان الطريق الممتد بين (الحسا) و (عنيزة) فيه الكثير من المنحنيات والانحدارات ، إلا أن الحدائق التى ترى فى (الوبك) و (عنيزة) من بعيد تجعله طريقا مأمونا.
أما مرحلة (معان) فهى تتبع ناحية (شراء). وكانت هذه المنطقة مقر إقامة بنى أمية فى القدم ومأوى رجالاتهم. وللسلطان سليمان القانونى فى المنطقة قلعة وينبوع ماء. ومع أن مياه هذه العين لا تستحق المدح والثناء ، إلا أنها تدفع عن المسافرين والقوافل شدة العطش والحاجة الملحة إلى المياه.
وبعد قلعة معان تصل القوافل إي (شهر العقبة) ، ومن هناك تتحرك نحو (ذات الحج) وتسمى ظهر العقبة ب (عبادان) أيضا. وإذا كانت هذه المرحلة تعوزها المياه ، إلا أنها مشهورة بتمورها وبلحها الذى يسمى (طبيليات).
كما أن ذات الحج أيضا لها اسم آخر وهو حجر ، وقد أمر المرحوم السلطان سليمان القانونى بإقامة قلعة فى هذا المكان أيضا. وتأتى مياه ذات الحج من الحفر والآبار التى يقوم الأهالى بحفرها ، ويصنعون لها المجارى ، ويقيمون المشاتل والمزارع على مياها. وتشتهر هذه المنطقة بالعديد من أنواع التمور والبلح الذى تشتهر به بساتينها.
والحجاج الذين يغادرون ذات الحج يصلون إلى (قاع البسيط) ، ومن هناك يشدون الرحال إلى (تبوك).
ومنطقة قاع البسيط منطقة رملية ، تسمى أيضا ب (عرابد) ، وقمة الجبل المرتفعة التى يسميها العرب (شرورا) تقع فى مكان يتوسط هذه المنطقة الرملية.
وتشتهر منطقة تبوك بالبلح والتمور. وقد أمر المرحوم السلطان سليمان بإقامة قلعة حجرية منيعة فى هذا الموقع أيضا.
ومما يروى أن المصطفى صلىاللهعليهوسلم قاد المجاهدين أثناء غزوة تبوك الشهيرة ، قد ملأ راحتيه الكريمتين من نهر تبوك ونثرها فى الوادى الذى كانت مياهه قليلة وراكدة آنذاك. فتدفقت مياها وبدأت فى الجريان ، وما زالت تلك المياه تسيل حتى الآن.
وتوجد بركة ذات مياه بالقرب من قلعة تبوك.
والقوافل المسافرة من تبوك تصل إلى منزل (مقابر القلندرية) ، ومنها تتجه إلى مرحلة (أخيضر).
ومقابر القلندرية هذه عبارة عن هضبة صغيرة إلى حد ما ليست بها عيون ماء. أما أخيضر فتقع بين الجبال ، وهى ذات مساحات واسعة ، وقلعتها تحت إدارة حكومة الشام. وتوجد ثلاث برك ملاصقة للقلعة تماما لدرجة أن سكان القلعة يأخذون المياه من الآبار الواقعة داخل الحصن ويملأون بها البرك المذكورة.
وقد أمر السلطان سليمان القانونى فى بداية جلوسه على العرش سنة ٩٢٦ ه (١٥٢٠ م) ، وإليه على الشام مصطفى باشا بأن يشيد قلعة أخيضر. وبناء على هذا الأمر قام مصطفى باشا هذا بتكليف (طريان بن قراجا) شيخ عربان بنى حارثة ببناء هذه القلعة ، فقام بتشييدها على الفور ، لأن عربان بنى عقبة وبنى لام كلما نشب الخلاف ودب العصيان بينهم ، قاموا بإغلاق الآبار وتصفية البرك من مياهها.