المزارات التى تقع خارج المدينة
قرية مسجد قباء : «قبة الإسلام»
هى قرية ذات حدائق ، وبساتين غنّاء. بها مائتين منزل ، وتعتبر منتجع ومنتزه أهل المدينة. بها جامع «قباء» وقد بناه سيد البشر ، صلىاللهعليهوسلم كالدرة الفريدة ، يصعد إليه بسبع درجات ، فى فناءه النخلة التى غرسها المصطفى بيديه الطاهرتين ، وكذا شجرة «السدرة». وتحت هذه الشجرة بئر ماء ، ومن تيسر له صلاة ركعتين فى المحراب النبوى. بهذا الجامع تستجاب كل دعواته. وكان النبى الأمين صلىاللهعليهوسلم قد بقى ثلاثة أيام فى هذا الموقع عند هجرته الأولى من مكة إلى المدينة. وقد أمر صلىاللهعليهوسلم ببناء مسجد فى هذا الموضع ؛ كان صغيرا ، فى بادئ الأمر ، ثم أعاد بناءه وتوسيعه بما تيسر له من غنائم فى غزوات تبوك ، وأحد ، وحنين. طول هذا الجامع من الشرق إلى الغرب مائة وعشرون خطوة. أما عرضه فستون خطوة. وبداخله قباب مقامة على أربعين عمودا ، وعلى المحراب نقشت هذه الآية الكريمة : (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ)(١) وعلى المنبر (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ)(٢) كما كتب على المحراب. (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى)(٣).
وفى الركن الشمالى من هذا الجامع يوجد محراب آخر ، كان الرسول الكريم يتعبد فى موضعه ، ويتلو فيه آيات الكتاب ، ويسمونه «المحراب المكشف» حيث كان بهذا المحراب ثقب ، صغير ، مفتوح تجاه مكة المكرمة ، وكان الرسول الكريم دائما ما ينظر منه ناحية مكة ، شوقا إلى موطنه الأصلى ، ومسقط رأسه الطاهرة.
ومسجد سيدنا على يقع ناحية القبة من هذا الجامع. ويتسع مسجد سيدنا على هذا إلى حوالى خمسين رجلا.
وما أن تتجه من هذا الموقع ناحية القبلة ، وتسير نحو خمسين خطوة ، حتى تجد نفسك أمام مسجد السيدة عائشة. وفى مواجهة الطريق تماما يوجد «بئر أديش» ، وكان الرسول صلىاللهعليهوسلم ، قد بدأ فى حفره بشخصه الكريم ، ثم اكتمل هذا البئر على يدى
__________________
(١) سورة البقرة آية ١٤٤.
(٢) سورة النحل آية ٩٠.
(٣) سورة التوبة آية ١٠٨.