ينتفخ ، ثم بئر قزاعة ؛ وهو قريب من البئر السابق ، ويقال أن سيدنا ابراهيم هو الذى حفره. وقد توضأ النبى الأمين من هذا البئر.
وداخل بستان نخل الخضرتين ، مياه عجيبة ، ولها خصائص عديدة ، وخاصة للسيدات ؛ فمثلا لو كانت ولادة إحدى السيدات متعسرة وشربت من هذا الماء ، فإن جزءا من جسمها ترتخى عضلاته ، ويتسع ، وبعدها يرى المعصوم الدنيا. وكذلك من تشرب منه وقت حيضها ، فإن الحيض ينقطع ، وتصبح نظيفة طاهرة. وجميع نساء ، وفتيات المدينة ، يعرفن هذا الحوض ، ويغتسلن فيه. ولذا فإن الآهالى يطلقون على بستان الخضرتين هذا (بستان النساء) ولا يدخله غير النساء قط.
وجامع القبلتين ؛ على بعد ثلاثمائة خطوة ، من الموقع السابق ، وهو ثالث مسجد بناه الرسول الكريم صلىاللهعليهوسلم. وعلى مسافة مائة وخمسين خطوة منه يقع مسجد سلمان الفارسى ، ومسجد سيدنا عثمان على بعد مائة خطوة فقط من مسجد سلمان ، وبالقرب منه يرى الزائر مسجد على «رضى الله عنهم جميعا).
زيارة سيدنا حمزة :
لما كان موقع سيدنا حمزة ، يقع خارج المدينة بمسافة بعيدة ، فقد توجهنا إليه فى جمع غفير ، حيث بلغ مائة وخمسين فارسا ، مسلحا ، فمرقده رضى الله عنه حيث كانت موقعة أحد. وتقع أرض المعركة فى الطرف الشمالى منه.
وما زال يهود خيبر يفعم الحقد قلبهم ، فإذا أتيحت لهم الفرصة ، لا يتورعون عن قتل أي مسلم. وفى مسيرتنا ، كنا نشاهد النخل وقد إنحنت جزوعه ، من ثقل ما يحمل من أسباط البلح ـ وعلى بعد ألف خطوة يجد الزائر : «مصطبة الرسول الكريم» ؛ حيث ارتدى عليهالسلام درعه فى هذا الموقع ، وهو متجه إلى غزوة أحد. ويجب الترجل عند هذا الموقع ، عند التوجه لزيارة سيدنا حمزة ، ويكون الأجر والثواب بذلك مضاعف. وقمت أنا العبد الحقير بالترجل ، ووضعت طرف ثوبى فى حزام خصرى ، معطيا فرسى لغلامى ، وبدأت المسير تحت وهج الهجير ، مرددا سورة (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (١))(١) ؛ وبعد ساعة وصلنا إلى :
__________________
(١) سورة التكاثر آية ١.