وادى خيمة الرسول :
وقد كان موقع جيش الرسول صلىاللهعليهوسلم فى هذا الوادى ، وبه إيوان صغير ، وكانت خيمة إحرام حضرته عليهالسلام فوق هذا الإيوان. وصلاة ركعتين هنا من السنن المحببة ؛ ففى هذا الموقع صف الرسول جنده ، صفوفا متراصة. وجعل سيدنا حمزة مقدمته وخالد بن الوليد ميمنته. وقد نويت أنا العبد الضعيف مع كل الرجال «نية الغزو» واستللنا السيوف واضعين إياها فى خصورنا.
وفى شمال الموقع ، وعلى بعد يبلغ ، حوالى خمسمائة خطوة ، يوجد «إيوان عاشوراء» ، وهو المكان الذى يقوم فيه الشاميون بإعداد طعام العاشوراء (١) وتوزيعه على الحجاج. وإلى جواره يوجد إيوان أمين الصرة. وإيوان الملّا ، وإيوان شيخ الحرم. وكان صفوة الخلق صلىاللهعليهوسلم يشرف هذا المكان كل عام لزيارة سيدنا حمزة رضى الله عنه ، وإعداد العاشوراء.
آداب الزيارة :
أما مزار سيدنا حمزة ؛ فعلى بعد مسيرة ساعة واحدة من المدينة ، وهو على شكل قبة كأنها مقبرة ، مدخلها من باب يفتح على القبلة ، يطل على فناء ، والفناء مفروش بحجارة بيضاء. وتحت هذه القبلة ، وناحية الكعبة فى الفناء ، يرقد رضى الله عنه ، داخل صندوق رباعي الأضلاع ، والصندوق داخل مقصورة رباعية أيضا. ومن كان يحمل سيفا ، فعليه أن يضعه داخل صندوق سيدنا حمزة ، وبعد فترة يخرجه ، وسط تكبيرات حارسى المقبرة ، ويتمنطقه ، وسط تهليلاتهم ، فيكسب ثواب الغزوة.
وبجوار رأس سيدنا حمزة ، دفن الشريف صالح وهو من ذريته ، فسيدنا حمزة من الهاشميين ؛ هو ابن عبد الملك ، وعم الرسول. أسلم هو ، وسيدنا عمر معا ، قتل العديد من الكفار فى غزوة أحد ، واستشهد رضى الله عنه ، فى نفس المعركة وتمذق جسده الطاهر.
__________________
(١) طعام عاشوراء : طعام يعد بمناسبة العاشر من محرم من كل عام هجري ، ويتكون من اثنا عشر حبة من الحبوب ، يسؤّى حتى أن ينضج ، ويوزع على الآهل ، والآقارب ، والجيران ، والمساكين ؛
انظر : للمترجم القيم الأسرية بين الأصالة والمعاصرة .. دار الآفاق العربية ـ القاهرة ١٩٩٩ م) المترجم.