مسافة من شاطئ البحر الأحمر مسيرة ما يقرب من خمس ساعات. بها نائب لموللا مكة (١) ، وأربعمائة بيت عربى ، وجامع من اللبن المتين البناء ، تتدفق مياه عين الزرقاء فى فناءه ، وبالقرب منه حوض كبير ، وناحية القبلة يوجد أيضا مسجد ذوقبة. وبها حمام عام ، ومئتا دكان. وفى هذه المدينة يلتقى طريق الحج المصرى (٢) بطريق الحج الشامى ويحتفل حجاج مصر ، بغزوة بدر ، فى هذا المكان حيث يشعلون المصابيح والمشاعل ، ويطلقون الفشنك «الأعيرة النارية». ولما كانت
__________________
الشئوون الإدارية وأمور الأوقاف. وفى التقسيمات الإدارية كانت السناجق ، والقصبات تقسم إلى قائمقاميات لتسهيل آعمال الادارة ، وأستتباب الأمن ، واحلال الربط والضبط. ومن هنا كانت قائمقامية الشريف فى مكة لمعاونة الوالى ، والسلطان فى تنظيم أمور الحج وإدارة الحجاز. (المترجم)
(١) موللامكة : منلا ؛ لقب علمي كان يطلق على من يحوز على رتبة واختصاصات المولوية ـ المشيخة. ثم أخذ يطلق على المتعلمين من أبناء الأصلاء والنجباء ، وآصحاب المراكز الإجتماعية الرفيعة. ثم أنحصر فيما بعد على العلماء والمشايخ فقط. كما كان يطلق على كبار المعلمين ، والمدرسين. فموللا مكة المكرمة هو المسئوول عن التعليم ، وأمور الدين ، والافتاء ، والقضاء فى مكة المكرمة .. وكان له مخصصاته الخاصة به. (المترجم)
(٢) طريق قافلة الحج المصري : وهو الطريق الذى كانت تسلكه قافلة الحج المصرى بعد أن ينضم إليها حجاج المغرب وشمال أفريقيا. وبعد إتمام المراسم المعتادة كانت القافلة تقطع المراحل التالية :
بركة الحاج :
وهى أول مراحل قافلة الحج المصرية :
جرت العادة منذ القدم أن يصحب أمير الحج المحمل المصرى الشريف ، وسط إحتفال كبير من مصر القاهرة ، ويتجه به إلى (بركة الحاج) ، وهناك يلتقى بقافلة الحج المصرية ، ثم ينضما إلى بعضهما البعض ، ويتجه الموكب بعد ذلك إلى (هدف البويب).
هدف البويب :
وهو ممر ضيق جدا محصور بين جبلين ، توجد فى طرفه الأيمن من ناحية الشرق هضبة مرتفعة.
ويتجه الموكب نحو منزل (الحمرا) ، بعد أن يغادر هدف البويب ، وقد أقامت السلطات المعنية فى هذا الموقع عدة أبنية وفسقية ماء من أجل الحجاج.
الحمرا :
تصل القوافل بعد الحمرا إلي (نخيل غانم) ، ثم إلى (بركة عجرود).
بركة عجرود :
تعتبر هذه المرحلة المنهل الأول. وفيها نهير يصب مياهه فى الوادى ، وبها خان كبير ينسب إلى السلطان قانصوه الغورى وثلاث فسقيات خصيصا من أجل الحجاج وهى تقع تجاه السويس ، وتسمى أيضا عيون موسى.
وتصل القافلة المصرية إلى (منصرف) بعد أن تتحرك بركة عجرود ، ثم تنزل فى استراحة قبيبات).
منصرف :
وتوجد بهذه المرحلة بعض المنخفضات ويظن البعض أن تلك المنخفضات كان قد حفرها الملوك السابقون فى العهود الغابرة ، للربط بين البحر الأبيض والبحر والأحمر ، وهى التى حفرت مكانها الآن قناة السويس.
وسبب تسمية قبيبات بهذا الاسم راجع إلى وجود عدة كثبان رملية صغيرة فى هذا الموقع.