صحراء ميمون :
صحراء مترامية الأطراف ، شاسعة لا نهاية لها ، لو تخلف فيها إنسان عن قافلته ، فإنه يمضى ، ثم يمضى ، وتكون عودته منوطة بحظه الميمون ، لذلك أطلقوا عليها وادى ميمون ، تشرق الشمس ، وتغرب فى تلك البيداء ، أشعتها تحرق الإنسان من قمة رأسه إلى أخمص قدميه ، وفى الأثر ؛ أن حجاجا تحولوا كالفحم ، أو الشواء وهم فى إحرامهم. وعلى المشارف الشرقية لهذه الصحراء يعيش العديد من عشائر البدو وقبائلهم كبنى موال وبنى جان وغيرهم وغيرهم الكثير وبقدرة الخالق ، تتحول جمال الحجيج ، فى هذه الصحراء ، وكأنها التنين ، أو كحيات من ذوات الرؤوس السبع ، تخوض فى رمالها ، متخطية كل الصعاب ، قافذة كالغزلان .. وبعد أربع عشرة ساعة وصلت القافلة إلى :
سبيل ميمونة بنت الحارث :
وهى من أهل بيت رسول الله ، ولما كانت هذه الصحراء تعود إلى عائلة ميمونة تلك ، فقد أطلقوا عليها وادى ميمونة ، وما زالت معمورة السبيل تخضع لإشراف ونظارة من يتولى الشرافة فى مكة. ولا تطل استراحة القافلة ها هنا ، بل تحركنا نحو القبلة عقب إطعام الجمال ، والدواب .. يا لها من صحراء خطرة لا أمن ، ولا أمان فيها ، ولكن كانت أوامر الشريف وتحذيراته للبدو واضحة حيث حذرهم [.. لوضاع للحجاج فى هذه الصحراء شيئ فلسوف أسلخ جلودكم ..] لذلك مضينا بسلامة الله ، وقضينا سبع ساعات حتى وصلنا إلى قرية ........ وهى قرية معمورة
__________________
نبعا :
وهذه المرحلة ذات مياه عذبة وفيرة ويطلق عليها أيضا : (فقاع الحجار).
وتتجه القوافل من وادى النار إلى (حجرا) إحدى توابع ينبع ، ومنها إلى (جبل حمر) فوادى تيما. ثم تصل المواكب إلي جبل الزيت.
جبل الزيت :
يطل جبل الزيت على ينبع ، ولهذا يستقبل حاكم ينبع المحمل الشريف فى هذا المكان ويتقدم جمل المحمل حتى السجادة المفروشة ثم تؤدى ركعتان للصلاة حسب العادة.
وتتجه القافلة التى تخرج من جبل الزيت إلى (ينبع) ومنها إلى قرية (عديبية) فأول (دهنا). ومن هناك إلي (واسط) ومنها إلى بدر ، ومن بدر إلي صحراء (خيب البز) الواسعة ، ثم إلي (عتيق) القريبة من ساحل البحر ، ومنها إلى عقبة (ودان). وتستمر القوافل من عقبة إلى (رابغ) ثم تواصل سيرها فى الطريق المعروف تجاه مكة المكرمة. «المترجم»