تسقى من عين الزرقاء ، بها مائتين منزلا ، وبساتين ، وحدائق غناء ، يبيع سكانها منتجاتهم على قارعة الطريق ؛ تمورها ، وشمّامها ، وبطيخها كثير. لم نتوقف هنا ، بل تابعنا سيرنا ، ومن الطريف أن النعام ، والغزلان ، والآرانب البرية ، كانت تدخل بين الحجاج ، ونحن فى هذه الصحراء ، فيصطادونها فى سهولة ، ويسر ، وكأنها هدية من الله .. وفى نهاية هذه الصحراء يوجد :
جبل طيبة سلطان :
منطقة عذبة المياه ، معتدلة الهواء ، كثيرة المرعى ، لم نتوقف بل مضينا ، واستمرت مسيرتنا وسط الصحراء يومين ، وكان هذا الجبل ما زال باديا لنا. وقد نفقت جمال كثيرة ، وتركت غيرها بعد أن أصابها الإرهاق ، والتعب فى هذه الصحراء ، كما أصيب كثير من الحجاج بالإرهاق ، وحل بهم التعب ، من جراء شدة الحرارة. وحمدا لله ، وشكرا فقد وصلت قافلة الحج الشامى سالمة إلى قرية ...... بها مائتان وتسعون منزلا ، وحماما عاما ، وحدائق نخيل ، وبساتين وفيرة الإنتاج. أقبل إليها جميع الآعراب ، المحيطين ، لبيع منتجاتهم. وأخيرا ، وبعد ثمان عشرة ساعة وصلنا إلى :
منزل قصبة ربيعة :
وهى تحت حكم الشريف ، وبها نائب عن موللا مكة ، وبها جامع ، وخان ، وأكثر من مائة بئر ماء ، وبسبب قربها من البحر فإن مياهها تميل إلى الملوحة .. ولا تصل مياه عين الزرقاء إلى هنا. ويحرم حجاج القافلة المصرية فى هذا المكان. وقد مروا قبلنا بثلاثة أيام. ولما كانت القافلة تسير بدون توقف قط ، فقد نفق سبعون جملا ، وعشرة خيول من التعب ، والإرهاق ، وعدم النوم ، أو تركها الحجيج ، لعدم مقدرتها على السير.
قاع البرو أو عقبة السويق :
غرقت كل الحيوانات فى الرمال ، وغمرها العرق ، وترجل الجميع ، وأخذوا فى السير فى بحر الرمال ؛ خطوة يصعدوا فيها مطلعا ، وأخرى ينزلوا فيها منزلا ، وكبّر