صفة النجاة ساحة النجاة :
قاعة صغيرة مبنية من الحجر ، فبينما كان الرسول الحبيب متجها نحو الشام هو ، وبعض أصدقائه ، لما لقيه من عناء على يد المشركين ، أرسل المشركون أمثال أبو لهب ، وأبو جهل ، رجلا يدعى «سراقة» خلفه لقتله وأعطوه ما طلب ، من مال مقابل ذلك. وبينما كان سراقة يود أن يجهز على النبى الأمين بسيفه فى هذا المكان ، فيسقط سراقة على الأرض بحصانه ولكن بدعاء النبى يغوص الفرس فى الرمال ، عندئذ يتوجه سراقة إلى الرسول بالرجاء أن يدعو الله له بالنجاة قائلا ، [ولأحارب أعداءك فى مكة ، وأعمل فيهم سيفى] ولما نجاه الله بدعاء الرسول ، أسّلم على الفور ، وما أن عاد إلى مكة فى معية الرسول (صلىاللهعليهوسلم) ، تعجب الكفار وسألوه قائلين :
(ما هذا الحال ، أين رأس محمد؟) فيرد عليهم قائلا : «أيها الملاعين إن رأسى أنا فداء رأس محمد وقد جئت لأطيح برؤوسكم» ، وقتل سبعة منهم ، وأحضر رؤوسهم إلى الرسول الحبيب هنا فى وادى فاطمة هذا ، وأصبح ملازما للرسول ، ولم يفارقه لحظة .. وقام سراقة ببناء هذه الصفة قائلا ؛ لقد نجوت من غضب الله. وقمت أنا آوليا العبد الحقير بالتجول والطواف بهذه المنطقة مع عبدين من عبيدى ، بعد أن استأذنت من حسين باشا. وبعد ست عشرة ساعة وصلنا إلى :
منزل مقام العمرة :
يتوقف الحجاج هنا دون أن ينزلوا أحمالهم. عبارة عن عشر منازل وعشر دكاكين تبدو عليها معالم الفقر ، يخرج كل آهالى مكة لاستقبال الحجيج ها هنا ، ويشرحون لهم شروط الإحرام والعمرة. وهنا يجب الاغتسال أولا. ولتسهيل اغتسال الحجاج ، أمر عمر باشا والى مصر سنة ١٠٧٣ ه ـ ١٦٦٢ م بإنشاء بركة كبيرة لدرجة أن القوارب تتجول بها. كما أمر ببناء حمامات ، وميضات ، وأسبلة واستراحات. ويملئ هذا الحوض بالمياه التى تسحب عن طريق الدواليب ، والسواقى التى تجرها الثيران. وعلى الذين أحرموا فى بئر على ، ثم ارتدوا ملابسهم ، مزمعين ذبح الأضاحي ، عليهم أن يغتسلوا هنا. كما أنه من السنة المرعية صلاة ركعتين هنا. بعد