الكتخدا ، والخزنه دار (١) وفرقة الموسيقى المكونة من ثمانية أطقم ، وهى تصدح بموسيقاتها العسكرية. وكانت مكة ذاتها ، البطحاء تصدح هى الآخرى بتلك الموسيقى. ومن خلف الفرقة الموسيقية رئيس الطباخين ، والذوّاقة (٢) بآعلامهم ، وكتخدا الاسطبل ، والسرّاجين ثم السقّائين ، والجمّالة ، وحملة المشاعل. ومن بينهم جاوشية إثنى عشر آلايا (٣) من المشاة ، وقد امتطوا صهوة جياد ، مزدانة ، آعرافها بزينة براقة ، وقد ارتدوا هم أنفسهم الملابس الحريرية ،
__________________
(١) خدينة دار ـ الخازن ؛ Hazinedar : مصطلح مالى ، وإدارى يطلق على القيّم على الخزينة التى تحفظ فيها الأشياء القيمة والمجوهرات الخاصة بالسراى ويرأسهم من يطلق عليه خزينه دار باشى أى الباشخزينه دار أو الباشخزنه دار. وهو اللقب الذى كان يطلق على رئيس خزنة السلطان فى السراى. وهو من أهم الشخصيات فى السراى ، أو فى قصر الحكم فى الولايات. وكان من الضباط الكبار فى السراى. وهو المسئول عن الموظفين الذين يعملون تحت إمرته. ومن ضمن وظائفه إلى جانب الحفاظ على الخزينه ، فهو يباشر فرد سجادة الصلاة للسلطان أو الصدر الأعظم الخ كما يهتم بقفازات السلطان ، وحمايته من أى ضرر قد يكون كامن فى هذه الأشياء. وفى الأيام الأخيرة من حياة الدولة العثمانية انحصرت هذه الوظيفة فى سراى طوپ قپو فقط.
كانوا يذهبون فى رفقة أمير الحج وهم المناط بهم حفظ الهدايا التى تقدم إلى الحرمين الشريفين ، والأشراف ، والسادات والمجاورين والعلماء فى مدن الحجاز فى موسم الحج «المترجم»
(٢) الذواقة ـ چشنه كبر ؛ ـ چشنى يار : Cesniyar : هو المكلف بتذوق سائر الأطعمة قبل تقديمها داخل السرايى .. وهم مخصصون للعمل داخل قسم الحريم فى السراى. وكانوا يقسمون إلى مجموعتين ، إحداهما يتولون الخدمة العامة والأخرى للخدمة الخاصة داخل قسم الحريم. وكان كل قسم مكون من سبع وظائف يعملون داخل السرايا. وكان وهم ؛ الخزينة دار صاحب الخزينة ، الأبريقدار ـ صاحب الإبريق وحامله. اوسطى الكيلار ، اوسطى الغسيل ، الأوسطى القهوجى ، اوسطى الصناديق ـ صناديق الحلي والملابس» وكان الذواقة على رأسهم جميعا. ومنوط به سلامة السلطان أو الصدر الأعظم ، أو الوزير ، أو الوالى أو من يقوم بخدمتهم. وكان الذواقة مع اوسطى الكيلارهما. المسئولون عن الطعام والشراب فى السراى أو الوالى ، أو أمير الجند ، أو قافلة الحج ، وكانوا جميعا يمرون فى المواكب بملابسهم المميزة لهم.
وكان كلاهما يظلان بالقرب من المائدة حتى رفعها. ومناط بهما اعدادها ، وتذوق الطعام والفاكهة ، والشراب قبل تقديمها. «المترجم»
(٣) الآلاى : Alay : مصطلح عسكرى يطلق على جماعة أو مجموعة متجانسة تمر فى موكب ما ، وأصبحت تطلق على العرض العسكرى. أو الموكب الذى يمر أمام السلطان ، أو الملك ، أو الرئيس فى أيام معينه. ومن أهم الشخصيات فى المواكب أمير الآلاى ، وقائد الآلاى ، وأمين الآلاى. وكاتب الآلاى.
وكذلك أخذ يطلق علي مجموعة فى التشكيلات والتنظيم العسكرى ؛ فالآلاى ؛ يضم المشاه ، والخيالة والمدفعية ، ومن نظم الجيش العثمانى أن الآلاى يتكون من أربعة طوابير مشاه ، وخمس بلوكات فرسان ، وست بطاريات مدفعية فى كل بطارية أربعة مدافع بأطقمها.
وإن كان هذا التشكيل قد طرأت عليه الكثير من التغييرات على مر العصور. وأضيف اليها فى العصر الحديث ؛ إمام الآلاى ، ومفتى الآلاى ، وجاويش الآلاى. وكان لكل آلاى علمه الخاص به يرفعه عند المرور فى الموكب أو العرض العسكرى. «المترجم»