مصر أو وزيرها. وهو يسيطر على جده بمن معه من القوة التى يبلغ قوامها خمسمائة فردا. والسلام.
أوصاف مولوية مكة المكرمة :
وفقا لقانون فتح مصر منذ الخان سليم الأول ، ومكة مولوية ـ مشيخة ، بمخصصات قدرها خمسمائة آقچة ـ «بيضا» يوميا. ومهما كان حكم الشريف مطاعا ، ونافذا على القرى والقصبات المشار إليها فإن حكم الموللا ـ الشيخ ، نافذ عليها أيضا .. وكان للمدينة المنورة مولوية ـ مشيخة آخرى. وله مخصصاته ، ومراسلاته الخاصة به. وكانت تخصص له دنانير من صرة مصر. ولتغطية تكاليف المعيشة كان يخصص له مائتي أردب من الغلال كصدقة. وكانت تسير فيها الأمور حسب الشرع النبوي الشريف ، ولكن لبعد المسافة .. ومرور الزمن ، تعرضت المشيخة منذ زمن السلطان محمد الرابع إلى تغيير يقضى بأن من يتصدى للخطبة فى عرفات ، ومن يعزل من المشايخ ويأتى إلى الآستانة دار السعادة ، يكون فى استقباله موللا اسلامبول ، وإلى أن صدر القانون الحالى ، كان هناك اعتبار واحترام لمولوية المكرمة ... ولكن فى السوق السلطاني ـ العام فتدخل آهل الخرافة غنيمة. وتتحول الأمور التى لا قيمة لها لدى معدومي القيمة ذات قيمة ؛ كذا .. تفقد الآشياء القيمة قيمتها فى أيدي الذين لا يعرفون قيمة الآشياء .. وبناء عليه بالرغم من كل القيم الموجودة بها أي بمكة المكرمة .. فقد تحولت إلى قضاء .. وآضحت هى وقضاء ينبع ، وقضاء بدر حنين ، وقضاء عباس تدار عرفيا من طرف حاكم جده وآغواتها .. وكان الآغوات الجداويون من عبيدى مصر .. وحدثت حروب بين حسن باشا ، قائد جده ، داخل مكه ، حتى أنه هو نفسه قد استشهد. وقام الشريف المسمى حمود بإعمال الرماح ، والسنان فى عساكر مصر ، ومئات الحجاج بالقرب من ينبع. ولقد ارتكب من الفظائع ، والمساوئ مما انعكس على وزير مصر الكتخدا ابراهيم باشا (١) ، فقام هو بدوره بإعلام الدولة بما حدث ، فأصدر السلطان خطا شريفا بمقتضاه توجه «قاپجى باش» إلى مصر ، وجمع ثلاثة آلاف جندى من مصر ، وثلاث آلاف من
__________________
(١) كتخدا ابراهيم باشا : كان واليا على مصر خلال رحلة آوليا چلبى الى الحجاز ومصر ، وقد شمل آوليا چلبى برعايته بعد وصوله إلى مصر. «المترجم»