أوصاف وضع انصاب الحرم الشريف
مضى الزمان وقام جد الرسول الكريم قصى بن كلاب بتجديد البيت الحرام ، بعد سيدنا ابراهيم عليهالسلام .. وظل على هذا الحال حتى بعثة النبى «صلىاللهعليهوسلم». وخلال عصيان قوم قريش تهدمت بعض آجزاء مكة ، ومنها بعض آجزاء الكعبة ولكنهم خوفا من الله تجمعوا جميعا ، ورمموا الكعبة ، وعمّروها. لأنهم قد أصابهم القحط لما خرّبوها ... بحيث وصلت بهم الأمور أن أكلوا لحم الميتة ، وجفت مياه زمزم .. فأدرك قوم قريش أن الله قد أنزل بهم العذاب .. فذهبوا فى الحال إلي عبد المطلب .. وطلبوا منه أن يصطحبوا معهم محمدا ، وتوجهوا إلى جبل أبى قبيس للإستسقاء وطلبوا من محمد أيضا أن يدعو معهم .. فتفضل بالقول لهم. ما لم تعمروا البيت الحرام فلن يرضى الله عنكم. فأقسموا جميعا قائلين يا محمد .. لو أنزل علينا المطر ، وأغثنا فنعاهدك .. ونعاهد الله أن نعمر الحرم .. وتعهدوا بذلك .. فرفع المصطفى فى حضور عبد المطلب يديه الكريمتين .. وقال انظروا يا آل قريش إن الغيث سينزل بعظمة الله ، وبقدرة الخالق وعظمته أمطرت السماء ، بحيث ارتوت الجبال والوديان بماء الحياة .. مما جعل سائر قبائل آل قريش يحبون محمدا وبذلوا الهمم فى تجديد الكعبة المشرفة. وكان عبد المطلب آنذاك فى العشرين بعد المائة من عمره .. وهو جد الحبيب المصطفى .. وكان حضرة المصطفى قد بلغ الأربعين .. ولما بلغته رسالة النبوة ، كان يباشر عملية بناء مكة ، وأصبح البناء عظيما ، وأفخم مما قام به الجد قصي.
وحين ذاك توفي عبد المطلب ، ودفن بالقرب من المعلا. وكان سلطان قريش ، وكبيرهم. وبعد النبى «صلىاللهعليهوسلم» قام أمير المؤمنين أبو بكر الصديق ، وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، وحضرة عثمان ، وحضرة عليّ ، وحضرة معاوية ، وحضرة الزبير بن العوام والحجاج يوسف الظالم ، ومن آل العباس أبو جعفر المنصور ، والمهدى العباسى والأشرف شعبان خليفة الموصل ، والملك أشرف بارسباى ، ونور الدين شهيد ، ويوسف صلاح الدين ، والسلطان برقوق ، والسلطان فرج ، والسلطان قايتباى .. لقد قاموا جميعا بتجديد وتعمير بيت الله الحرام ، وترميم الكعبة المشرفة. ومن آل عثمان قام كل من ؛ السلطان سليم ، وسليمان خان ، والسلطان