أوصاف ، ومدائح ألوان وقروقامة حجر الله الأسود :
أولا ، الحجر الأسود ، يعلو عن أرضية الحرم بمسافة زراعين ، وهو يميل إلى السواد «أسمر». وكأنه خال أو شامة الكعبة .. قد وصفه آلاف من المؤرخين .. وهو فى سمرة فاتحة .. هو خال مكة ، وشامة على وجنتها .. «بيت» :
(كعبة قبله م سنك جما لكدر |
|
(كعبة قبله م سنك جما لكدر(١) |
وقد وصفه الكثير من الشعراء وشبهوه بخال أو شامة المحبوبة الحقيقة. حقا .. إن مبنى الكعبة كله مبنيّ من البياض ، والآحجار التى فى ينعة الخضروات. ولكن هذا الحجر الأسود على جبينها الشرقي فكأنه خال وهو بالفعل قد أشرق على مكة كلها فأضاءها ، وشرّفها هو حجر مجلي ، ومصقول ، فصّ نادر من فصوص الكون الغامضة هو مجر مدوّر. ويفسره البعض على أنه من حجّارة سجّيل ، والذي نزل ذكرة فى سورة : (أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ ...).
ويستشهدون بالآية الكريمة على ذلك. ومن المعروف أن أبرهة الملعون قد أراد هدم كعبة الله الشرفة. فقدم إليها .. وتذكر بعض كتب السير أنه كان يريد هدم الكعبة ليأخذ الحجر الأسود. وأنه أى أبرهه قد هدم الكعبة وألقى بكل حجارتها فى البحر عند جده .. وأنه قد تمكن من خلع الحجر الأسود من مكانه ، وفى هذه الآثناء أرسل الله عليهم طير الآبابيل ، فرمتهم بالحجارة التى جاءت بها من سجيل ، فأهلكتهم جميعا بفيلهم .. ومن بعدهم تم تعمير وإعاده بناء الكعبة الشريفة. ولكن لم يتم الحج فى السنة التى خلع فيها الحجر الأسود من مكانه. نهض آل هاشم ، وآعادوا بناء الكعبة ووضع الحجر الأسود فى مكانه .. ولكن القرامطة الملاعين ، قد نزعوا الحجر الأسود من مكانه ، وآرادوا آخذه من مكة المشرفة ، والكعبة المعظمة ، ولكن وهم يحضرونه نفق منهم سبعون جملا .. ولما كان الحجر الأسود قد تكسرت بعض أجزاءه .. فعند إعادته إلى مكانه تم صب الآجزاء التى أصابها التلف بالفضة الخالصة. وما زال إلى الآن ، فإن الجزء المغطى بالفضة هو المتاح للتقبيل .. والحجر الأسود أكبر قليلا من رأس الإنسان ، وهذا هو المسطور فى كل كتب التاريخ .. وليست هناك
__________________
(١) الترجمة :إن جمالك هو كعبة قبلتى |
|
والحجر الأسود شامتها) «المترجم» |