فى بيان المقامات
والأبنية الموقرة التي داخل الحرم الشريف
وعلى الجوانب الأربعة للبيت العتيق
أولا ، يطلق المسلمون علي وادي الحرم الذي يطوف فيه الحجاج المسلمون حول البيت المشرف" الوادى الابيض" فهو عبارة عن ساحة مفروشة بالرخام الابيض المجلي. وهى ضمن الحرم الشريف الكبير ، وهو يحيط بالبيت العتيق من الجوانب الاربعة ، ويحتوى الكعبة ، والحطيم الشريف ، يحيط بالمكان ثلاثة وأربعون عمودا من النحاس الأصفر إلا إثنين فقط فهما من الرخام المصنّع البديع. وهذه الآعمدة النحاسية هى من مآثر السلطان سليمان خان القانوني ، كل عمود بطول ثلاثة رجال ، وهي من النحاس المصقول. وقد سمعت من قوزى على آغا صاحب الركاب بأن السلطان سليمان خان قد كلّف الطواشي سليمان باشا بتصنيع الإحدى والأربعين عمودا هذه من نحاس مصر ، وكانت مدافعا معدّة لحرب اليمن ، ولكن سليمان خان انشغل بحروب أنغروس ، ولم يتوجه إلي اليمن ، وتمكن سليمان باشا من فتح اليمن والكثير من مدن الهند مثل دو آباد ، وأحمد آباد ، وعدد من النبادر والمراكز بمئتي قطعة من السفن التى أبحرت من بحر السويس. وقد ظل يقاتل ويناضل لمدة ستة أشهر كاملة ، حتي تمكن من استخلاص هذه المناطق من أيدى البرتغاليين الكفرة ، وضمها إلى ممتلكات آل عثمان وتمكن من أسر تسع آلاف من البرتغاليين ، واستولي علي إحدى وأربعين سفينة منهم ، وترك فى قلاع المدن ، والبنادر المفتوحة العديد من الأبطال الصناديد من جند آل عثمان ؛ وأرسل سليمان باشا بالرسل والمبشرين إلى السلطان سليمان خان يبشره بهذه الفتوحات .. وبعد العرض علي حضرة الشهريار ، أرسل إليه خطا شريفا مفاده (يا سليمان باشا أنت قربي ، فأقم فى القلاع المتينة التى فتحتها جامعا .. واقطع ـ اضرب السكة فى كل القلاع التى فتحتها باسم سليمان ، ولتقرأ في بلاد الهند الخطبة باسمى ، وارسل من السكة المضروبة لخزينتي ، وخزينة الدولة .. وسلّم زمام القلاع التى فتحتها في الهند لآخى الخاقان .. وليحضر بكل الحب ، والإحترام إلي آعتاب دولتنا ..) وما أن وصلت هذه الآخبار إلى سليمان باشا حتى قال (الأمر والطاعة ، فالامر امركم) وأمر على الفور بسك العملة ، وقراءة الخطبة باسم