وعلي يمين هذا المقام الحنفي ، يقع مقام الإمام مالك ، وهو في مواجهة الركن اليماني ... وهو قصر تحتانى ، وليس بمرتفع. له ثقف منقوش ، مقام على عمدان. يقيم به مؤذنوا المذهب المالكي. يقيم أئمتهم الصلوات فيما بين الركن اليماني والركن الشامي. والناس يقتدون بهم ، وعلي يمينه ، وفي مقابلة ـ مواجهة الحجر الأسود مقام إمام المسجد الحرام وهو بدوره مقصورة خفيضة الإرتفاع ، ويقيم فيها سائر المؤذنين ويقيم الأئمة إمامتهم عند الحجر الأسود .. وجماعاتهم من بني البشر ذوى السحنة السوداء. وهذا المقام أيضا له سقف مقام على اعمدة والسقف منقوش ، والقبة مغطاة بالرصاص .. وداخل هذا المحفل يسكن الآغوات الطواشية خدّام البيت الشريف ، وهم يتجاوزون المائتين ، وهم من الآغوات الطواشية السمر السحنة ؛ ومعظمهم ؛ الواحد منهم خدم ما بين ثلاثين أو أربعين سنة فى الآعتاب العثمانية ، وحصلوا على الصيت والسمعة الطيبة .. وكان يطلق سراحهم ، ويسعدون بالخدمة في بيت الله الحرام. وعلى الجانب الأيمن من مقام الإمام هذا ، وعلى مسافة ثلاث خطوات ، نلحظ القصير العالي لبئر زمزم. وفوقه بناء عال هو مقام الامام الشافعي. وهو يقع فوق ماء زمزم تماما ، وأكثر علوا من سائر الأبنية ، وهو محفل الرسول صلىاللهعليهوسلم كان عليه الصلاه والسلام يتعبد دائما فى هذا المكان ، وهو متوجه نحو مقام ابراهيم الخليل. ويصعد إليه بسلالم ، هو قصر لطيف. ومكان عبادة محبب إلى النفس .. مقام فوق أعمدة متناسقة ، ومنقوش بزخارف ومذهّبات بديعة الصنع ، والألوان. وجميع مؤذنو الشافعيه يؤذنون ويقيمون صلواتهم فيه. وكان الإمام الشافعى يقيم إمامته فى مكان المعجنة السابق ذكره .. وكان فى البداية أولاد بلال الحبشى قد شرعوا فى الآذان من هذا المقام .. كما كان اتباع المذهب الشافعى يقيمون الصلاة فيه ، وأعقبه في ذلك الامام الحنفي ، ثم الإمام المالكي ثم من بعدهم الإمام احمد بن حنبل كان يقيم الصلوات هنا فى هذا المقام. ولما كان هذا المقام الشافعي مقام فوق مياه زمزم ،
__________________
ايقظ بعدله سيف الملوك
قال لأهل المدينة فليرى التاريخ
فأعلى أدواره ، وأضحى جميلا هذا المقام الحنفي
سنة ١٠٦٣ ه»