ففيه ثقب ، أو فتحة ، يتدلي منها دائما دلو .. ومن تاقت نفسه للشرب من ماء زمزم فما عليه إلا أن يدلى بالدلو إلى بئر زمزم ، ثم يسحب الدلو مملوءا ويشرب .. وجماعة الصلاة فى هذا المقام مكتظة ، وهذا لحكمة من حكم المولى ...
* * *
أوصاف عين الجنة ، بئر مياه زمزم :
تقع عين الجنة هذه داخل بناء مربع الشكل تحت المقام الشافعي المذكور ... على الجوانب الأربعة ، أربع نوافذ ، اثنان يطلان على بيت الله الحرام ، والآخران يطلان علي المنبر الشريف. للبناء باب ، يقع داخل الحرم الكبير ، مفتوح ناحية الشرق ، له ضلفتان ... ولكنه باب صغير. وفوق كنار هذا الباب ، مكتوب بالخط الجلي الجميل ، وبماء الذهب هذا التاريخ :
(سلطان البرين وخاقان البحرين قلت تاريخه بلفظ قد بنى الزمزم محمد خان سنة ١٠٨٣).
بينما أن السلطان محمد الرابع ، كان قد جدد باب السعادة هذا ، وأمر بتسطير هذا التاريخ. وبئر زمزم يقع في وسط هذا البناء العالي. وعلى فوهه البئر ، فم من الرخام الأبيض فى قد الرجل ، ويحيط به أو محيط البئر يحيط به إثنا عشر رجلا .. وحول فوهه البئر سوار من الحديد دائرا ما دار ، ولأن الناس تسحب منه يوميا مئات الآلاف من دلاء الماء نهارا وليلا منذ أن كان. ولو لم يكن من الحديد هكذا لتفتت فوهة البئر. ومنذ أن عرف وقد وضعوا على فوهة البئر هذا الحديد ... ويقف أربعة رجال شداد فوق الفوهه ، وعن طريق البكرات الموجودة فى جهاتها الأربع يسحبون الدلاء .. وهكذا ليلا ، ونهارا يدب العمل والحركة لإخراج ماء زمزم لسقاية حجاج بيت الله الحرام. والحجاج أيضا يشربون من ماء زمزم حتى يذهب الظمأ .. ويتلون هذا الدعاء وهم يشربونه :
(اللهم أرزقنى علما نافعا ، ورزقا واسعا وشفاء من كل شيء .. ومن خشيتك ..) ويشربون بنية صفاء القلب والشفاء من كل داء ، ودفع العطش ، وبعدها يصبون الماء