باب السلام العتيق :
إن باب السلام هو الباب القائم فى الحرم الشريف ، ولم تحدث فيه أية توسعات ، وتدور حوله فى الحرم الآعمدة النحاسية التى سبق الحديث عنها. وللآن فإن باب السلام هو قوس عال ، وكأنه كمر إيوان. وهو كقصر بجوار بئر مياه زمزم. وعلى جانب آخر منبر رسول الله ، أما الجانب الأيمن من باب السلام فهو غير متصل بأي مكان. هو عبارة عن كتله من الرخام الأبيض الخام وسط الحرم الشريف ، هو منبر متقن الصنع بحيث لا يوجد له مثيل فى الممالك الإسلامية ، هو منبر متقن الصنع بحيث لا يوجد له مثيل فى الممالك الإسلامية ؛ ويعجز اللسان عن وصفه. وقبة المنبر قطعة فنية من يراها لا يملك نفسه من ترديد عبارة سبحان الله. حقا إنه منبر لا مثيل ولا نظير له ، وفى كل يوم جمعه يزينون حول مقام الخطيب بالرايات ، والبيارق ، والآعلام الخضراء .. وبعد أن ينادى على الصلاة ، وتطلق الصلوات على النبى «صلىاللهعليهوسلم» مرتين من المنارات السبع ، فإن خدّام الحرم الشريف جميعا ، يلتفون حول الخطيب مصاحبين له منذ أن يخرج من قبة قدم النبى وهم يطلقون التوحيد الإلهى .. ويسير الخطيب بكامل الوقار ، والأبهة ، وقد تدثر بالرداء المحمدى ، وفى يده سيف لا مع ، يتقدم على مهل ، وأمامه العلم النبوى الشريف .. وحملة العلم يسيرون وهم يوحدون ، ويصلون على النبى ، ويدعون للخلفاء الراشدين ، ويفردون سجادة الإمام أمام المنبر ، فيتلى الآذان المحمدي وينطلق جميع المؤذنين فى نفس واحد ، من مقصورة ماء زمزم مرددين (اللهم صلى على محمد ، وعلى آل محمد ، وسلم). وهم يطلقون تصلية بلال الحبشى ، وأولاده رضى الله عنهم أجمعين. وبعدها ، يصعد الخطيب وفى يده السيف القاطع إلى المنبر. ويقدم خطبته. وبعد أن يتمها ؛ أولا ؛ يحمد البارى ويشكره على نعمه ، وثانيا ؛ يصلى على المصطفى صاحب الرسالة ، وثالثا ؛ الدعاء للخلفاء الراشدين الأربعة ، ورابعا ؛ يدعو لآل عثمان ، وخادم الحرمين الشريفين مولانا ملك العرب والعجم السلطان ابن السلطان الغازى محمد خان الرابع ، فاتح بلاد الأيوار وفاتح كچ كيوار ، وفاتح جزيرة إكريت ، وفاتح بلاد الأردل ، وفاتح پانووا وفاتح وارات ، ويصل حتى سليم الأول فاتح مصر وموقف خيراتها على الحرمين الشريفيين ، وبلاد الحجاز .. وهكذا ، يتدرج فى ذكر سلاطين آل عثمان فيعرف بكل سلطان ومآثره ، بحيث أن المستمع يعرف من هم سلاطين آل عثمان ، ويركز على شوكة ،