وسطوة آل عثمان الذين يسروا الحج ، وسيروا المحمل ، ومكنوا سبعين ألف حاج من التجمع ، والوقوف فى عرفات وبحيث يحيط المستمع بقوة ونفوذ آل عثمان ، وخدماتهم لدين الإسلام. ثم ينزل الخطيب من على المنبر ، ويؤدى ركعتى صلاة الجمعة ويتم التوحيد ، والتسبيح الأكبر بجوار المنبر. وبعد ذلك يشرع بعض الحجاج فى الطواف. ولا تؤدى صلاة الجمعة فى أي مكان فى مدينة مكة المكرمة إلا في الحرم المكي الشريف ، ويتوافد عباد الله عليه مبكرين بحيث يمتلئ الحرم بأفواج ، وأمواج المصلين. وآمواج آخرى تلتف وبحيث يصير الحرم وسطهم .. ولما كانت لا تجوز الصلاة وجها لوجه ، إلا أنهم فى هذا الحرم الشريف ، وبعد أن يلتفون حوله فيصبحون فى حلقات تواجه بعضها البعض. وهدفهم ، ومرادهم جميعا هو السجود فى الحرم .. إنه منظر رائع ، وعجيب ، ومكان عبادة يؤثر النفوس المؤمنة. ويبعد هذا المنبر عن البيت الشريف ـ الكعبة بعشرين خطوة ... وفيما بين المنبر وماء زمزم وإلي الأمام :
* * *
مقام حضرة ابراهيم :
يعنى البيت الذى كان يقيم فيه سيدنا ابراهيم قبل أن يبنى الكعبة الشريفة. ولقد كان الخليل ابراهيم يسكن فيما بين قبيلة بنى جرهم. وقد سكن هذا المكان ومن هنا يسمونه مقام ابراهيم. مقصورة أو قصر مربع. تحيطه شبكة نحاسية ، والمقام مغطى بالرصاص .. وعلى الجانب الشرقى يطل باب لطيف يسمح بالسير ، وأمام هذا الباب يوجد دلهيز ـ دهليز ، مقام فوق عمود لطيف ، وقبته عبارة عن لوحة فنية ، نقوش السقف فيها بوكالمون ، زخارفها من الذهب. أعمالها الفنية بديعة الصنع ، ونموذج رائع للفن الإسلامي بوباتها .. أي ألوانها زرقاء ، وحمراء ، على مينا مختلفة .. وكأن كبار الفنانين ؛ ولى جان. وبهزاد ، وآغا رضا قد تركوا أقلامهم ، وفرغوا منها فورا. ولقد أمر السلطان ابراهيم خان بتجديد وترميم مقام الخليل ابراهيم هذا ، وجعله منبعا للسحر والإبداع. وعليه تأريخ ولكن لم أتمكن من تحريره ؛ ولم يتيسر الوقت بعد ذلك ، لذلك ، وداخل مقام ابراهيم هذا صندوق مربع مغلف بالذهب .. ومنقوش عليه نقوش بديعة ، من يراها يظنها نقوش صينية. وهذا