أوصاف فتح مكة المكرمة
بيدي حضرة سيد الكونين ورسول
الثقلين ، وشفيع من فى الدارين صلىاللهعليهوسلم
إن أوصاف البيت الشريف التى حررناها هي مسطورة في كتب التاريخ ، وتتناول البيت العتيق منذ هبوط آدم عليهالسلام ، وما بعده. وتتناول ما دار حول البيت المعمور من حروب ، وجدال ، ونضال للتمكن منه ، والسيطرة عليه. فكل ذلك تسجله كتب التاريخ. ولكن ما أسجله هنا ؛ أن حضرة صاحب النبوة فى السنة السابعة عشر من الهجرة إلي المدينة ، قاد بذاته الطاهرة من طيبة الطيبة ، أربعة وسبعين ألفا من المهاجرين والأنصار وحاصر مكة المكرمة .. وفتحها عنوة ، وبقوة ساعديه من المنكرين ومشركي قريش ، وغنم كل أموالهم. وكل كتب المآثر الإسلامية تتحدث بالتفصيل عن هذا الفتح المبين ، الذى شرف المسلمين ، ورفع راية الإسلام. وما أن دخل الرسول الكريم مكة المكرمة حتى أسلم بين يديه الكريمتين ؛ أبو سفيان بن حرب ، وحليم بن جرام ، وبديل بن ورنا ، وعكرمة بن أبو جهل ، وعبد الله بن سعد بن الصرح ، وأبو قحافة والد الصديق أبي بكر والذى كان مكفوف البصر. وقد آحضره ، إبنه وتشرف بالإسلام بين يدي الرسول الكريم. وفى يوم فتح مكة خلع الرسول على خالد بن الوليد ، وعينه قائدا على رأس الجيش المتجه إلى بلاد الروم ، وسلّمه علم الرسول «صلىاللهعليهوسلم». وتوجه بن الوليد على رأس أربعين ألفا من الصحابة الميامين إلي قيصر الروم ، وفتح الشام الشريف ، وهزم الروم شر هزيمة ، وغنم منهم الغنائم الوفيرة التى فاقت طاقة الآلاف من البعير ، وذلك بعد أن أعمل فيهم سيفه وسيوف صحابته. ثم عاد إلى المدينة المنورة تحف به آكاليل الظفر والإنتصار .. وكانت هذه هي بداية غزوات الروم. وبعد هذه المعركة أطلقوا على خالد بن الوليد «سيف الله المسلول».
ويسجل مؤرخو العالم الكيفية التى أصبحت بها الكعبة معمورة ؛ فبعد هبوط سيدنا آدم ، جعل الله سبحانه وتعالى مكة المكرمة مهبط أديم الأرض ، وبعث به إلي البيت المعمور. وأنزل رب العزة والجلال بيتا من الياقوت الأحمر ليكون مكانا لعبادة آدم عليهالسلام ، وبقي آدم يعبد ربه فى هذا البيت المعمور ، ويدعوه سبحانه وتعالى