الرسول فى أن يعبر من هذا المكان ، فسمع صدى صوت يصدر من هذا الحجر بأمر الله يقول له (فوت يا رسول الله) ولهذا مر عليه الصلاة والسلام من بين المشركين فى أمن وسلامة. ولهذا السبب يسميه الناس (حجر فوت). كما أن بيت سيدنا عباس من المزارات ، وعلى يسار جبل شبر هناك غار يسمونه مغارة الفتح ، وقد اعتكفت السيدة عائشة الصديقة فى هذا الغار ، وبعض صلحاء الأمة يدخلونه تبركا ، ويتعبدون فيه ، وللآن يسمونه ساحة عائشة ، ويتعبدون فيه. وجبل أبي قبيس وأحيانا يسمى «جبل صدمه». وهو جبل صغير منير ، وجميع أهل الثغر ، وأهل مكة يعتقدون أن سبعين من الرسل مدفونون فيه ، وكنا فى جماعة مكونة من عشرين نفرا حين توجهنا لزيارته ، ولكن لم نر فيه أي أثر لبناء ؛ ولكن به بضع مغارات عظيمة ، أبوابها مسدودة ، وقد تلونا هناك سورة يس الشريفة ، ثم عدنا إلي مكة ، وبالقرب من سوق منى يوجد «مسجد الإجابة» ، وهو أيضا من الاماكن التى يستجاب فيها الدعاء.
* * *
مكان سجدة سيدنا النبي :
بينما كان صاحب الرسالة ما زال صبيا ، ضرب مكة بأكملها قحط عظيم ، وقد توجه كل آل قريش إلى هذا المكان لدعاء الإستسقاء ، وكان حضرة عبد المطلب بين الحضور ، فرفع يديه نحو السماء قائلا .. يا رب بحق ماء وجه هذا اليتيم محمد أغثنا .. وأنزل علينا الماء .. وعند ما سمع محمد هذا ، سجد لله ، وعند سجوده أثرت يديه الكريمتين فى الحجر وما زال الأثر باديا حتى الآن. وقد أقاموا حوله جدارا كالمحراب. وهو محط زيارة جميع الآنام ؛ ويلزم فيه الصلاة ركعتين. وفى مقام مكان السجدة هذا حفرة بقدر قامة الرجل وبداخلها صخرة. وعلى الجانب الغربي لصخرة هذه الحفرة علامات تقسيمها إلى إثنى عشر قسما ، وفقا للبروج .. وفى غرة كل شهر ، فلا بد أن يظهر الهلال ، ولا يمكن أن يختلف ، وهذه معجزة عجيبة ، وحتى لو كان الجو ملبدا بالغيوم فلا يحول ذلك دون ظهور الهلال. ولمكة موقّتوها ، يدخلون داخل هذه الصخرة وينظرون منها ، فلا بد أن يكتشفوا ظهور الهلال.