أوصاف مدارس مدينة مكة
جميع المدارس مباني عالية .. وحول الحرم وحده ؛ وعلى جوانبه الأربعة يوجد أربعون مدرسة عظيمة ، أولهم مدرسة باب السلام ، ومدرسة السلطان قايتباى ، والمدارس الأربع من مآثر السلطان سليمان خان .. والمدرسة السليمية ، والمدرسة المرادية والمدرسة المحمودية ، والمدرسة الخاصكية ، والمدرسة البرقوقية ، والمدرسة الفرجية ، والمدرسة الغورية ، ومدرسة باب زياد ، والمدرسة الداوودية ، والمدرسة الإبراهيمية ، والمدرسة الباسطية والمدرسة العمرية ، والمدرسة الأم هانية ، ومدرسة أمير الحج ، ومدرسة السقاباشى ـ رئيس السقائين ، ومدرسة أمين الصرة ، ومدرسة شيخ الحرم ، ومدرسة صوقوللى محمد پاشا ، ومدرسة سنان پاشا ، وجميع هذه المدارس من مآثر المعمارى القدير سنان باشا الذى ظهر فى عصر السلطان سليمان خان ، ومن مبانيه المعمارية الرائعة .. وفى مواسم ، الحج يقيم حجاج المسلمين فى هذه المدارس ، ويكون للمدرسين والطلبة والبوابين وظائف معينة .. فيقومون بالإرشاد ، وتأجير الشماسى. وداخل مدينة الكعبة ثمان وسبعين تكية خاصة بالمشايخ الكبار. تكون جميعها مشحونة بالضيوف والمجاورين ، ولكن آعلاها مقاما ، وأروعها هى آعتاب حضرة مولانا (١) فهى وكأنها جنة إرم ، فهى دار للمولوية. كما أنها مكان مريح لمن يريد السماع وملجأ لذوى الحاجات والفقراء. مليئة بالورود ، والمقصورات البديعة ، والنافورات وآحواض المياه ، والأسبلة ، ومزدانه بالسلسبيلات. وجميع ظرفاء مكة ، وآرباب المعارف فيها ، والآدباء يجتمعون فيها .. ويقضون فيها وقتا جميلا ، فى صفاء نفسي ، وسكينة روحانية. ويؤدون آيين ومراسم المولوية فى هدوء ، وسعادة. وقد قام الدرويش محمد هندى اللاهورى ببناء هذه العتبة الطيبة من أمواله الخاصة. وقد أصبح هو شيخها بإجازة من الشيخ مولانا زاده محمد أفندى فى قونيه. ولكن فى وقت رحلتنا فقد كان الواعظ ، والناصح هو غمجى على آغا زاده فرهاد چلبي ، وكان شيخا للسجادة. وقد أكمل مع قراءة القرآن المثنوى المعنوي الذى يعتبر تفسيرا للقرآن ، وبه أكمل سائر الفنون ، هو عالم متصوف ،
__________________
(١) يقصد مولانا جلال الدين الرومى صاحب الطريقة المولوية انظر هامشه. «المترجم»