وما زالوا على هذا العهد والآمان .. ولكن بمرور الزمان عاد الآشراف إلى مكة وسكنوها وامتلئت بهم. ولكنهم لا يتعممون على الإطلاق بالعمائم الخضراء مثل الزمن السابق .. ولكنهم يرتدون الملابس المصنوعة من أفخر الأقمشة الهندية .. والجبب المصنوعة من الصوف المختلف الأنواع. كما أن البعض منهم ، ومنهن يستعملون الشيلان الهندية والكشميرية ، واللاهورية الفاخرة. وتصلهم هذه من الصرة الهندية التى تفوق فى قيمتها ما يصلهم من صرة آل عثمان. ولكن غلال آل عثمان تفوق سواها .. الجميع يرتدى السروال ، والبدو يرتدون القمصان ـ «الجلباب». النسوة يرتدين الياشمك ويضعن على صدورهن الشال بشكل دائم .. وكسنة محببة منذ رسول الله فهن يكحلن عيونهن ، وكذا الرجال ، ويخصبون اللحى ، والأيادى ، والأقدام بالحناء .. ولا يتناولون الطعام الزفر ، فهم يفضلون القهوة. والفول ، والزيتون ، والتمور ، والحلوى ، والخوشاب ، والأرز والحساء. والشوربة ، وفى العادة يبتعدون عن الأطعمة الدسمة ، لأن الجو الحار تصعب عملية الهضم. ولبعدهم عن هذه الأطعمة الدسمة ، فهم أقوياء ، حتى وإن بدت عليهم النحافة ، .. ولذلك لا نرى أطباء فى مدينة مكة ، ولو أتى إليها طبيب فإنه لا يستقر بها لعدم الكسب ، وقلة الدخل .. وفورا يغيّر الديار .. وبسبب هذا الحر ، فإن آهل مكة يصومون أيضا ستة أشهر عن الجماع .. وهناك وادي يسمى وادى عباس .. هو شبه مصيف يذهبون إليه يوما ، ولا يوقدون فيه نارا .. ومن هم تجار .. وبعض الأثرياء ، وعلية القوم على المذهب الشافعى ، وبعضهم على المذهب اليزيدى أو الزيدى .. وفيه نكاح المتعة جائز .. وهو أن يتزوج الرجل نظير مبلغ معين ، ولفترة محددة ، إذا كانت هناك أسباب تدعوه لذلك. وكان هذا فى مكة منذ الزمن القديم .. ولذلك كان أهل يقدحون أي يزمون لهذا السبب ، ولكن فى العصر الراهن .. لم يقف العبد الحقير على مثل هذه الأحوال .. بل كانت كلها أقوال .. وافتراء على أهل مكة .. بل هم أصحاب مذاهب ملتزمة ، وطاهرة. وصبيانهم ، وأطفالهم فى غاية الأدب ، والذكاء ، والنجابة.
إن أهل مكة لا يحبون مجاورة المجاورين من الروم ، وأن أهل بلاد الروم يجدون الذوق والصفاء فى المدينة المنورة ، حيث أن أغلبهم يسكنونها .. كما أن الأشراف