ليست لهم سطوة أو نفوذ على المدينة مثلما هو الحال فى مكة المكرمة. كما أن تراب مكة طاهر ، ونظيف ، ولطيف .. أليس مخلوطا بماء زمزم. إنه تراب التونيا ، الذى يفوق العنبر فى طهارته وفواح رائحته.
* * *
آوصاف نساء مكة المكرمة :
إن نساء مكة الطاهرة ، يتمتعن بجمال ، ولطافة ، وخفة روح ما يجعلهن كحوريات الجنة. هن ملائكيات المظهر ، على سماههن ملاحة البشر ، ما يجعلهن يتبخترن كالطاووس فى حدائق الجمال ، طاهرات ، عفيفات .. جميلات المظهر ، والمخبر .. تنطبق عليهن الآية الكريمة (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ ..). وأن هذه الآية الكريمة قد نزلت فى حق نساء مكة .. هن مصدر بنى آدم. يتدثرن بالملابس الحريرية طاقما فوق طاقم .. وهى ملابس فاخرة ... مغرمات بالحلي ، والجواهر .. على رؤوسهن طواقى من الذهب الخالص ، أو من الفضة النقية. وبعضهن يفضلنها مشغوله ، ومطرزة فقط بالقشيب ، والقصب .. يغطون رؤوسهن بالأغطية الحريرية السوداء .. وعلى وجوههن يضعن النقاب والبراقع .. ويصبغن شفاههن بألوان متناسقة مع ألوان الأقمشة الحريرية .. وهن حريصات على ستر وجوههن .. ولا يرى فيهن سوى العينان المكحولتان .. هن بإختصار سيدات ، ونساء مستورات. ولكن لهن جاريات حبشيات .. الواحدة منهن فى سمرة العنبر الخام .. وهناك الغوازى السمراوات التى يحتار اللسان فى وصف الواحدة منهن .. والبعض منهن يمارسن الرقص على الملئ ، أمام كل الناس .. وهن مشهورات ، ولهن أسماء معروفة فى بلاد الجزيرة كلها. وهذا ليس عيبا .. يتعطرن بأجود أنواع العطر الفوّاح .. وما أن تمر إحداهن بالقرب من الرجل حتى ينفذ العطر إلى آعماق دماغه.
وذات يوم وكنت أنا العبد الحقير متوجها لزيارة دار الشورى الخاصة بأبى سفيان ، صادفت إحدى السيدات من اولئك اللائي يقمن الأّفراح ، وكان حفل عرس وزفاف .. كانت غارقة فى الزينة والبهرجة وقد أتتنى روائحها من على بعد خطوات بعيدة وتعطر دماغى جيدا وأنا على بعد عشر خطوات على الأقل .. كانت العروس