أما أهل مكة فليس فيهم هذه الكثرة من المهتمين بالعلم ، والإستماع إليه. ولم يظهر فيهم ، أو بينهم من هم من آصحاب الباع الطويل فى العلم أو طرق العرفان ، أو أهل التوحيد .. أو أصحاب المظان الكبار .. وذلك لأنهم مشغولون بالأبنية ، والأعمال التجارية ، والأبنية العالية أو رق العرفان ، أو أهل التوحيد .. أو أصحاب المظان الكبار .. وذلك لأنهم مشغولون بالأبنية ، والأعمال التجارية ، والأبنية العالية المتعددة الأدوار الموجودة داخل مدينة مكة المكرمة ، غير موجود مثيل لها فى حلب أو الشام أو العراق .. ولكن لها مثيل فى أم الدنيا مصر .. وآهل مكة من الرجال مغرمون بالنساء إلى أبعد حد. وهم آصدقاء لهن .. وهم فى آغلب الآحيان مغلوبين لنساءهن ، وزوجاتهن هن اللائي يصدرن الأوامر ، ومهما كانت هذه الآوامر فهى تنفذ .. وفى كل العصور لم يظهر أهل مكة ميلا إلى الجرأة ، والشجاعة. ولكنهم يهتمون جدا وبشكل مبالغ فيه بمظهرهم ، وبملابسهم ، يحنون آياديهم ، وأرجلهم ، ولحاهم ، ويحرصون على تخصيبها بالحناء. يتجولون بين المقاهى .. يحتسون القهوة بكثرة ، مغرمون بالراحة ، والنوم .. جميع أطعمتهم وأشربتهم يؤمنونها من الآسواق ، ولا يبذلون جهدا فى ذلك فى المنازل .. ولما كانوا مغلوبين على أمرهم فإن نساءهم لا يطبخن شيئا فى الدور والخانات والمنازل .. فالنساء بطيئات فى أعمال المنزل. ولا يعرفن طرق طهى الأطعمة على الإطلاق ، ولا يستطعن غسل الملابس أو تنظيفها ، ولا أعمال الإبرة ، أو الغزل ، والتطريز ، ولا يستطعن كنس ، أو تنظيف منازلهن ، بل يؤمنون لسن كل ذلك من الأسواق ، هم ، وهن من الأقوام المسرفة جدا .. ولكن لما كانوا ، وكن يعرفون الحسابات المالية جيدا فهم يصرفون أموال فرعون. لديهن ميل للإحتشام ، فقد رأون الأباء والآجداد هكذا .. واستمرت حياتهن على هذا المنوال .. ليس المقصود من ذلك هو الذم .. فحاشا .. وكلا .. ولكنه وضع قائم .. ولا بد من الإشارة أيضا إلى أن أشراف مكة ، ورجالاتها فى حفلات الختان التى يقيمونها لصبيانهم .. فإنهم يقدمون الولائم إلى الحجاج المسلمين ، والتجار ويقدمون فيها الخيرات الكثيرة لكل الزوّار. ومع أن جو مدينة مكة حار ، بل شديد الحرارة ، إلا أن مياه زمزم ، وحرارة مكة قد أفادت نساءها. ولكن فى نفس الوقت جعلتا حيواناتها غير ملحمة ، بل مقددة .. وخاصة حمير المنطقة بسبب عدم وجودها لما تأكله فى وادى فاطمه .. فإنك ترى الصبية يسيرون فى الشوارع ، ويجمعون من على الأرض