فى بيان الصالحين المعاصرين الذين يعيشون
فى مكة ، والآعيان ، والأشراف
الذين سعدت بشرف اللقاء بهم
لقد سعدت بلقاء العديد من سادتنا العظام ، وكان على رأس هؤلاء ركن الدين حضرة شيخ الإسلام ، الوارث الوحيد للعلم النبوي ، وباعت الشرع القوي .. مفتى عصره ، ومالك ناصية الدين .. وقد شرفت بصحبتهم ، وتشرفت بنيل خير دعواتهم ، ورجوتهم جميعا الهمة ، وحسن النظر إلى العبد الفقير وخاصة بعد منّ الله علي باتمام ما انتويته فى هذا المقام.
ولما كنت قد عزمت العزم ، ونويت التوجه إلى مصر ، ولما كنت موجودا خلال مراسم اجلاس الشريف بركات .. فقد تكرم على العبد الحقير إلى ربه بثلاثمائة سكة لمصاريف الطريق ، وغلاما حبشيا ، وهجينا ، وبغچة من الملابس ، وكمية من العنبر خام ، واستكتبى قائمة الآشياء التى قدمها إلي آفندينا ، وقائدنا صاحب الضمير الوضاء حضرة صارى حسين باشا .. وكان بيانها كالتالى : إثنى عشر جوادا عربيا أصيلا ممن يسابقون الريح .. وفى أعناقها شجرة النسب الخاصة بها .. التى تبين منشأها ، فبعضها مصرى ، وبعضها نجدى ، واحداها صعيدى ، واحداها من نسل الطريفي .. الخ ومع كل واحد منها سائر من الطواشية الحبش ، وإثنى عشر من الأحباش سبحان الخلاق .. واثنى عشر طاووسا هجينا ، ومع كل منهم مملوكا زنجيا ، من بلاد الفونج .. وجاء العبيد يحملون الهدايا المتعددة ، والمختلفة ؛ فمن بقشات الأقمشة الفاخرة المختلفة النوع والمنشأ .. ومشغولات هندية لا مثيل ، ولا نظير لها ، والجواهر ، والأحجار الكريمة المختلفة الأشكال والأنواع ، والياقوت ، واللعل ، والزمرد ، والألماس .. والعقيق اليمنى النادر ، واللؤلؤ والمرجان .. والهدايا الهندية المختلفة الأنواع والأشكال ، والشيلان الكشميرية ، وكميات من العود ، والعنبر والمسك الخام .. وكميات من الليمون والتى كل واحدة منها فى الشفاء من كل داء. والمسك الحيوانى ، وحمل جملين من الوز ، والبط العراقي. وغير ذلك الكثير والكثير.