مطربات ، وغوازى من الفتيات الحبشيات. استرحنا فى احداها ، وفى الساعة السادسة تحركنا ناحية وادي جده .. حيث :
* * *
مزار أهل سيدنا آدم بني البشر حضرة حواء المكرمة :
هناك قبة شريفة صغيرة على المكان الذى ترقد فيه أمنا ، وآصلنا السيدة حواء أم بنى البشر جميعا .. ومع أن المكان رملي فى وسط الصحراء ، إلا أنه مفرح بالرغم من أنه بسيط وغير مزيّن .. والقبر مغطى بالحرير الأطلس الأخضر .. وخارج الضريح وحوله مغطى بالحصى ناحية رأسها الشريفة ، وكذا ناحية قّدميها المباركتين .. وكانت حرم ملك أحمد باشا المرحومه قره سلطان قد قررت أن تمد المياه العذبة حتى جده ، وتعهدت بذلك ، وأن تتعهد مقام حضرة أمنا حواء بالرعاية .. ولكن شاءت الأقدار أن يتوفاها الله ، وهى تضع مولودها. وترتب على هذا عدم تنفيذ هذه الخيرات.
ويقال أن مكان أمنا حواء فى سرنديل بالهند .. ولكن هذا قول ضعيف ، وهناك من يقول أن هبوط آدم عليهالسلام هو الذى كان فى سرنديل .. ودموع عينيه بنت الزنجبيل ، والفلفل ، والقرانفيل .. وبعد ذلك تمكنت عصفورة الجنة أن تنقل الآخبار بين آدم وحواء .. حتى تم بينهما اللقاء ، والتعارف عند جبل عرفات .. ومن هذا المنطلق يسمون هذا الجبل حتى اليوم «جبل عرفه» ، وذلك لأن حضرة أمنا حواء قد هبطت إلى الأرض فى جده .. وقد سكن آدم وحواء زمنا طويلا فى وادى مكة .. وأنزل لهم جناب الحق سبحانه وتعالى البيت المعمور لهم من الجنة ، تحت يطوفان حوله كنوع من أنواع مناسك العبادة. وكانا يصعدان إلى عرفات. وحسب قول المؤرخ إسحاق ؛ فإن حضرة سيدنا آدم قد عمّر طويلا ، ثم وفاه الأجل المحتوم فى عرفات .. ودفن فى المكان المسمى «مطبخ آدم». وأنه لم يهبط فى سرنديل. بل أكثر الأقوال قبولا أن سيدنا آدم وسيدتنا حواء عاشا زمنا طويلا فى وادى مكة ، وأن الحق قد أنزل لهما بيتا من الجنة ، ولكنه من أديم الأرض .. وكان يتعبدان فيه .. ولما كانت مكة منطقة صخرية فإن الخالق سبحانه وتعالى قد أوحى إلى آدم أن يذهب إلى