الأشراف ، ولم تدخر وسعا في إقناع الأشراف كذلك بحسن مداراة الولاة والقادة العثمانيين في جده.
وبصرف النظر عن كل هذه النزاعات السياسية ، وتطاحن النفوذ بين الأشراف والولاة ؛ فقد كانت هناك قوة مكونة من حوالي ٥٠٠ إلي ٦٠٠ فرد تعمل جنبا إلي جنب مع سادة الديوان ، والقلم المخصوص ، أو مدراء التحريرات .. وقبيل نهايات القرن التاسع عشر كان هناك أفندي الديوان «ديوان أفنديسى» وكتبه عربي وكتبة تركي ، ومحاسب ، وأمناء مخازن ، وإمام ، وطبيب ، ومديرا لأمور الإمارة ، وحجّاب خواص ، وحامل علم ـ صنجقدار ، وأميرا للأسطبل الأميري ، ومتعهدا للجمالة ، ومهمندارا ، ومهتمرباشى ـ رئيسا للفرقة الموسيقية ، وفرقة عزف عسكرية ، ومتعهد شماسى ، وكلهم يكونون فى معية ، وخدمة الأمير ، ويعملون في دوائر الإمارة ... كما كان فى معيته ضابطين عسكريين ؛ أحدهما برتبة بكباشى ، والآخر بوزباش ، وجاوشين من النظامية (١).
ويحتوى كتاب منشآت فريدون ضمن الرسائل المتبادلة بين الأشراف والسلاطين ، والصدر الأعظم ، والوزراء ، والولاة العديد من الألقاب التى كانت تتغير من عصر إلي عصر .. مع مراعاة التقفية مع اسم الأمير .. وتحرص كل المراسلات على الإشارة إلي إنتسابهم إلي آل البيت النبوي الكريم (٢) وتصفهم ببعض الصفات مثل من لا يخلف الوعد شريف .. أو ذو القوة والأيد شريف ... أو المحفوف بصنوف عواطف الملك الآعلى ...» إلى جانب الآلقاب الأخرى.
__________________
يستقبل الظهيرة التي تأتي من مصر ، وحجاج البحر ـ كما كانت جده مطمعا للدول الأجنبية التى تحاول الولوج إلي البحر الأحمر ، فلم تر الدولة مفرا من انشاء قيادة سنجق فى جده ، وربطته بإمارة أمراء مصر في بادئ الأمر ، ثم جعلته إمارة عسكرية مستقلة ، ثم ربطت بين جده ، والحبشة ، وكانت تعين على هذه الولاية واليا بدرجة وزير ، وفى آواخر القرن السابع عشر ربطتها ب «ساليانه» سنوية. ثم خصصت جزءا من حاصلات جمرك جدة كمرتب لهذا الوالي. وكانت الدولة تعين ولاة جده بعد عزلهم آغوات لمكة ، أو در السعادة ، أو شيخا للحرم في المدينة وذلك لوقوفهم ، ومعرفتهم بآحوال منطقة الحجاز ، وكانت تضع تحت إمرة شيخ الحرم النبوي قوة كاملة السلاح. وكانت الدولة تتكفل بعلوفاتهم. «انظر. ، واصف ج ١ ، ص ٣٠٦) وبعد سنة ١٢٨٨ ه ـ ١٨٧١ م بعد انفصال الوالى خورشيد باشا ، ألغيت ولاية جده ، وحوّلت إلى متصرفية ، ثم أعيدت مرة أخرى ١٢٨٩ ه ـ ١٨٧٢ م وفى سنة ١٢٩٩ ه ـ ١٨٨٢ م أطلق عليها ولاية الحجاز بدلا من ولاية جده والحبشه واليمن. انظر ؛ مكة أميرلرى س ٢٧ ، حاشية ٢). المترجم.
(١) مكة مكرمة أميرلرى ، ص ٣٠.
(٢) فريدون بك منشآتى ج ١ ص ٤٤٨ ، ج ١ ص ٤ ، ٥. وج ٢ ص ٦.