ب ـ أوليا چلبي ، ورحلته إلي الحجاز
أوليا چلبي : آوليا تشلبي ـ شلبي
من هو هذا الأوليا .. أين ظهر .. وترعرع ..؟ ما كنيته وشهرته ..؟ ما هى الظروف ، والدوافع التي وقفت خلف رحلته هذه ..؟ ما قيمة هذه الرحلة تاريخيا ... وجغرافيا ...؟ وما مكانتها بين الرحلات الإسلامية ...؟ تساؤلات كثيرة تتابع إلي الذهن بمجرد سماع إسم هذا الرحّالة التركي المسلم.
فتجمع الأراء علي أن ميلاد آوليا چلبي هو العاشر من محرم سنة ١٠٢٠ ه ـ الموافق ٢٥ من مارس سنة ١٦١١ م (١) في اونقپاني بمدينة استانبول (٢) وأطلق عليه والده إسم «أوليا چلبي» (٣) ، تيمنا بإسم صديق حميم له ، صار فيما بعد أستاذا لآوليا.
__________________
(١) انظر :
M. Cavid Baysun, Evliya Celebi Mad. Islam Ansik. ـ , Cafer Erkilic, Evliya celebi,
ـ ١ ، M.W.Ozun ,Evliya celebi Seyahatname ـ. ١٩٥٤.
Hayati, Sanati, Eserleri, Varlik Yayinevi, Ist Birincicilt.
وغير هؤلاء نهاد سامى بكارلى ، وبهجت نجاتى كيل ، ووصفي ماهر قوجه تورك واختلف مع هؤلاء ؛
١ ـ مؤلف كتاب Book Of Travels Of Evliya Celebi ,Turkey ـ إذ جعل التاريخ ٢٥ فبراير بدلا من مارس ، ٢ ـ استان فوردجى شو إذ جعل السنة ١٦١٤ م بدلا من ١٦١١ م. (المترجم)
٢ ـ Unkapani ؛ حي من آحياء مدينة استانبول القديمة ، ذات الطابع الإسلامي. وكانت سوقا رائجا للدقيق ، والحبوب ، وما زالت كذلك وإن كان الحي قد تغير إسمه إلى ياوزسنان ، «المترجم».
(٢) لميلاد آوليا چلبى قصة يذكرها فى المجلد الأول من سياحته ، مفادها [أنه في ليله ميلاده كان الشيخ صنع الله أفندي فى المنزل لحظة ميلاده ، فأذن بصوت عال فى أذنه .. وأمر الوالد بذبح الآضاحي «العقيقة» فذبح الشيخ اسماعيل أفندى المولوي أضحية .. وكان فى المنزل أيضا سبعون من العارفين بالله وأن الكسوه دار محمد أفندى هو الذى ربط قماطه ... وأخرج شيخ مولوية قاسم باشا كسرة خبز من فمه المبارك ، ووضعها فى فمه داعيا له. كما أخذ شيخ مولوية يكى قاپى ـ ينى قاپى الشيخ دوغاني دهده الطفل الصغير وقذف به فى الهواء .. متمنيا أن يكون هو طائر المولوية في الدنيا ..) سياحتنامه ج ١ ط ١ ص ٣٦١.
نخلص من هذه القصة بتصور الجو الصوفي ، والعرفاني ، والديني الذي ولد فيه الصبي .. وأن ذلك سيكون له أبلغ الأثر فى حياته. «المترجم»
(٣) آوليا چلبي ؛ كلمة آوليا ؛ هي تخفيف من الكلمة العربية أولياء وهى جمع كلمة ولي .. أما كلمة چلبي فهى مكونة من كلمة چلب التركية القديمة وتعنى «الله» و «ي» هى ياء النسبة العربية. فيكون المعنى العام هو الولي المنتسب إلي الله .. أو ولي الله .. وهذا هو الأرجح لمعنى الإسم الذى إختاره والد الطفل ، فقد أراد له أن يكون صوفيا ، يسلك طريق الصوفية المؤدى إلى الله.
كما أن من معاني هذه الصفة ؛ السيد ، الأفندي ، المهذب ، الرقيق الحال. حلو المعشر المتعلم ، الأصيل ، كما كان لقبا يلقب به أولياء العهد فى العصر العثماني ، وكذا يطلق على رئيس طائفة من المولوية ، أو على من ينحدر