معاليه ، وقام هو بدوره بتسليمه إلى أمير الحاج. وتقدم شيخ الشام وقاضيها وسلمه الحجة الشرعية التى تؤيد إمارته للحج هذا العام. وبهذا تمت المراسم المتعلقة بتسيير القافلة.
فى الصباح الباكر ، وعقب صلاة الفجر ، تحركنا ، مارين من بين المزارع وإقطاعات الموظفين. واستمرت القافلة فى سيرها أربع ساعات متواصلة حتى وصلت إلى :
قرية الكسو :
وهى قرية عربية بيوتها مائتين فقط ، تقع وسط وادى صخرى. بها جامعين ، ومسجدا ، وحماما عاما ، وخانا كبيرا. يقوم آهالى هذه القرية ببيع الكعك الأبيض ، والبوريك والدجاج المشوى ، والحملان ، والزبادى ، والقشدة ، والشعير والتبن إلى الحجاج على الطريق. ومعظم آهاليها جمّالة. ومياه الكسو عذبة جدا لذيذة المساغ. يشرب منها أغنياء الشام.
خان الطارخانة :
عبارة عن نزلين كبيرين على جانبى الطريق ، يتوقف الحجاج عند عودتهم من الحج هنا فى شهر عاشوراء. وحسب تعليمات أصحاب الوقف ؛ تعد ، وتطهى هنا مئات القازانات ، والقدور المليئة بالعاشورة ، وحساء الطرخانة (١) ، وتوزع على جميع الحجاج.
__________________
لقب كان يطلق على من يقوم مقام الأغنياء أو رجالات الدولة ويعنى «الوكيل ، المعتمد ، مدير الأعمال».
تم أصبح لقبا إداريا يطلق على معاونى الصدر الأعظم. وكانوا فى البداية رجالا خصوصيين للصدر الأعظم ، ثم أصبحوا من موظفى الدولة. ومن يرتقى منهم أو يقدم خدمات جليلة للدولة كان يطلق عليه «كتخدا بك».
فى عهد السلطان أحمد الثالث أصبح معاونا للصدر الأعظم فى الأمور الداخلية ومن هنا أصبح له كتبته وقلمه الخاص به.
أما عسكريا فقد كان يطلق على كبار ضباط الإنكشارية. وكان أحيانا يسمى «كتخدا القول» أو «كتخدا المعسكر» وكان يعهد إليه بمعاونة آغا الإنكشارية. ولما كانت تنشئتهم فى المعسكرات فقد إزداد نفوذهم فى بعض العصور حتى غطى على نفوذ آغا المعسكر.
وكان لحرس القصر كتخدا يسمى «كتخدا البوابين» يرأس حراس أبواب القصر السلطانى. ويقوم مقام الساعى فيما بين السلطان والصدر الأعظم. لقبه الأوروبيون بلقب مشير القصر ، أو مدير القصر ، أو ناظر القصر. «المترجم»
(١) حساء الطرخانه : «Tarhana» أو الطرخانه ؛ وهو حساء يصنع من اللبن الحامض ، أو الزبادى ، وأحيانا يضاف