الحجاز ، كما هي نجران من اليمن ، وكذا قال ابن حوقل ، وهي دونها في المملكة (١). وأرضها تسمى العروض ، لاعتراضها بين الجبال والبحرين ، ففي شرقها البحرين ، وغربها أطراف اليمن والحجاز ، وجنوبها نجران ، وشمالها نجد من الحجاز. وفي طولها عشرون مرحلة ، وهي على أربعة أيام من مكة ، وقاعدتها حجر بالفتح.
وبلد اليمامة كان مقر الملوك قبل بني حنيفة ثم اتخذ بنو حنيفة حجرا ـ وبينهما يوم وليلة ـ وبظواهرها أحياء من بني يربوع من تميم ، وأحياء من بني عجل. قال البكري : واسمها جو ، وسميت باسم زرقاء اليمامة. سماها بذلك تبع الآخر. وهي في الإقليم الثاني مع مكة وبعدها عن خط الاستواء واحد ، ومن منازلها : توضح وقرقرا (٢). وقال الطبري : إن رمل عالج بين اليمامة والشحر ، وهي من أرض وبار.
وكانت اليمامة والطائف لبني هزان بن يعفر بن السكسك : وغلبهم عليها طسم وجديس. ثم غلب بنو هزان آخرا ، وملكوا اليمامة. وطسم وجديس في تبعهم ، وكان آخر ملوك بني هزان : قرط بن جعفر فمات ، وغلبتهم طسم على الملك. وكان منهم عمليق وأخباره معروفة. ثم غلبت جديس (٣).
ومنهم اليمامة التي سميت مدينة جو بها. وأخبارها معروفة ، ثم استولى على اليمامة بعد طسم وجديس بنو حنيفة. وكان منهم هوذن بن علي (٤) ملك اليمامة وتتوج. ويقال : إنما كانت خرزات تنظم ولم يتوج أحد من بني معد قط. ثم كان ثمامة بن أثال (٥) ملك اليمامة على عهد النبوة. وأسر وأسلم وثبت عند الردة ، وكان منهم مسيلمة ، وأخباره معروفة. قال
__________________
(١) ابن حوقل ـ طبعة دي خوي ـ ص ١٨ ؛ والإصطخري ص ١٢ ، ١٤ (كاي).
(٢) صفة : ١٦٤ (كاي).
(٣) راجع التعليق على الحاشية ١١٩ (كاي).
(٤) في الأصل : هودة بن علي.
(٥) في الأصل : تمامة بن أتال.