يعرف ضبطه من الحذاق ويوثق به في اللغات وهو المعظم الأجل محب الصالحين الشريف المبارك محمد بن أحمد بن القندوز المقراني ثم العباسي متوجهين إلى تلك النواحي.
ومررنا على قبر الشيخ الولي الصالح والقطب الواضح رحمة وطننا وغيث بلدنا (١) سيدي يحيى العيدلي نفعنا الله به أمين وقد شهد بقطبانيته الشيخ الولي الصالح ذو التصانيف المفيدة سيدي عبد الرحمن الصباغ شارح الوغليسية وقد شرح البردة أيضا بان اختصر شرح الإمام ابن مرزوق التلمساني عليها بعلوم سبعة ورثاه عند موته بقصيدة عظيمة وشهد له أيضا بالعلم الظاهر والباطن وان له كرامات عظيمة (٢) وشهد له بذلك (٣) أيضا بحر الولاية والعلم سيدي عبد الرحمن الثعالبي رضي الله عنه ومثله في العلم والولاية سيدي التواتي البجائي وكان حكمه وفتواه لا يردان من بجاية إلى تورز [ومثله طود العلم وشمس الحق والعرفان السيد الشيخ زروق وكفى بهم علما وديانة ونصحا للمسلمين (٤)] أما سيدي عبد الرحمن الثعالبي فانه رد (٥) رسالة للشيخ سيدي يحيى بان شاوره على أمور ثلاثة أحدها من أزواج ابنتي والثانية من يكون وصيا على أولادي والثالثة تجعل تأليفا لأصحابي فأجابه الشيخ الثعالبي عنها بان بنتك زوّجها من تلميذك فلان وأما الوصية فأنت الوصي عليهم حيا وميتا وأما التأليف فقد ألفت ما فيه كفاية والآن قد كبر سني ووهن عظمي فلا أقدر على التصنيف وهؤلاء كلهم في القرن التاسع رضي الله عنهم
__________________
(١) رحمة بلدنا وغيث وطننا.
(٢) وان له من الكرمات شيء عظيم (هكذا).
(٣) بإسقاط ذلك.
(٤) ما بين القوسين ساقط في بعض النسخ.
(٥) وردت [عليه].