يحيى بن حمود (١) وكلهم أصحاب وقت في عصرهم.
ثم نزلنا قرية الشيخ الفاضل ذي التصانيف الجيدة الولي الكبير والعالم الشهير صاحب وقته المحب للنبي صلى الله عليه وسلم وخليله سيدي أحمد بن مزيان وهي ورجة قرية عظيمة طيبة فيها بساتين وعين جارية وسط داره وله خلوة معلومة له اليد العليا في العلوم كلها المنقول والمعقول وقد خمس البردة (٢)] بحيث لا نفرق بين كلامه والكلام الأصلي (٣) وألف كتابا في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لم يوجد له نظير لأنه ذكر تصاريف اللغة وحاز يد السبق فيها وغير ذلك وله سر عظيم وانفعال جسيم فأين توجه إلا والناس حافون به كلامه له حلاوة وطلاوة (٤) وقد تمكن في علم الأوفاق تمكنا كليا مع الكشف التام وقد أخبر عنه أنه لا يفعل شيئا حتى يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم وله كرامات مشهورة وهي أنه أتاه فقير في أيام الحج فقال له والله أن أحج في هذه الأيام فلما ألح على الشيخ وذلك في زمان الخريف أعطى له عنقودا فكمل أكله في مكة المشرفة ثم لما كمل حجه وجد نفسه في داره نفعنا الله به ووله حي أخ لنا وصديق لدينا وهو لا ينتبه لأكثر أحوال الدنيا.
وزرنا (٥) صاحب الفضل والفواضل سيدي العزالي جعل الله البركة في أولاده بمنه وكرمه وله أحوال سنية وكرامات ظاهرة سيما إجابة الدعوة وأبوه أقوى وأعظم وقد عمت بركته الداني والقاصي نعم زرنا قبره وبتنا في خلوته وتوضأنا (٦) من عينه
__________________
(١) في نسخة حمودي.
(٢) ما بين القوسين ساقط في بعض النسخ.
(٣) في نسخة الأصيلي.
(٤) بإسقاط وطلاوة.
(٥) في ثلاث نسخ بإسقاط وزرنا.
(٦) في جميع النسخ توضينا.