بهم والقصد لديهم فاعلم هذا رحمك الله وأشدد يدك عليه حاصله الحق يدور مع أهل المحفل فإن كان الغالب فيهم أهل العلم والعمل والجذب الصحيح والصدق الصريح فقاصدهم يفوز من غير شك لأنهم العبرة وإن كان المحفل أعد لأهل الفساد ومن أجلهم وقع فلا شك أن قاصدهم خائب لا يفلح أصلا وان كان فيه أهل الخير فلا التفات إليهم إذ المقصود أهل اللهو وسطوة المجلس لهم فالأحوط عدم الاجتماع بهم وهذا هو الفارق بين المحفلين فالمحفل الأول ضوء شمسه تتزايد والمحفل الثاني شمسه منكسفة على الدوام والحمد لله على ما من الله به علي في هذا المقام.
قال شيخنا المذكور ما نصه ومن الأماكن التي ينبغي زيارتها في أحد قبور الشهداء سوى قبر حمزة ومن معه وأماكنهم ليست معلومة العين على التحقيق لكنها معلومة الجهة فأما مصعب بن عمير وعبد الله بن جحش فليسلم عليهما في مشهد حمزة كما تقدم وأما سهل بن قيس من بني سلمة فقبره دبر قبر حمزة شاميا بينه وبين الجبل وأما عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو بن حرام ففي الموطأ أنهما في قبر واحد مما يلي المسيل قال الواقدي ومع عمرو بن الجموح قبر خارجة بن زيد وسعيد بن الربيع والنعمان بن مالك وعبد الله بن الحسحاس قال أبو غسان وقبرهم مما يلي المغرب من قبر حمزة نحو خمسمائة ذراع.
وقال السيد وقد تأملته فوجدته كذلك (١) بالربوة التي غربي المسيل الذي هناك ومجرى العين بقربهم من القبلة وقد روي أنا أبا أيمن مولى عمرو بن الجموح معهم أيضا وكذا خلاد بن عمرو بن الجموح فيسلم على هؤلاء الثمانية هنالك قال وأما بقية الشهداء فلا تعرف قبورهم والذي يظهر أنها قرب قبر الموضع المذكور وبقرب قبر حمزة رضي الله عن جميعهم وأسماؤهم مذكورة عن أهل السير.
__________________
(١) في الرحلتين العياشية والناصرية فوجدت ذلك.